الأربعاء، 9 ديسمبر 2009

اقسم ان الفراش يهتز... لعن الله النجار الرخيص.. كنت اعلم منذ اول يوم ان تلك الارجل القصيرة الفقيرة لن تثبت ابدا امام وطأة الاحلام ..ركزت قليلا فى الظلام .. لم ارى شئ سوى درجات مختلفة من الظلام الازرق .. اختفت الاهتزازات .. اقنعت نفسى اننى كنت احلم .. تلك المرآة العريضة الكريهة ..تجعل نصفى الاسفل يبدو متضاعفا.. او ربما هو لا يبدو.. ابتسمت بعرضها .. تأملت نفست .. فتحت عينى حتى احسست انها سوف تقع ..كلمت وجهى فى المرأة بالفعل كأمرأة مجنونة ... "انتى امرأة رائعة..واليوم سوف يكون رائعا" .. اغمضت عينى حتى اصدق.. هذا التفاؤل المتعمد المرهق كل يوم اصبح يضلل اعصابى ..

الى يوم جديد بارد... سماء الشتاء.. بالنسبة لى لا يوجد فى الشتاء الا سماءه وهواءه الخالى من النكهة..اما احساس البرد المستمر... عجزى عن الخروج عارية من نقطة الى اخرى داخل المنزل .. الدثار الذى يضيف الى العمر احساسا بانتهاء الصلاحية .. الشمس المتقطعة... لا احب الشتاء.. ولكن فى الثامنة صباحا .. عندما تكون السماء فى لونها الصافى ملبدة بقطع متناثرة من السحابات القطنية... وذلك السكون الرائع ورائحة الرمال الطازجة من البيت تحت التشييد امامنا.....اغمض عينى واصمم.. يوم رائع ان شاء الله
ثم اذا ... تلك الحياة المرهقة .. المتماثلة .. بلا قيمة لآخر...... اتجنب كل المرايا.. حتى لا اذكر وجه الصباح.. سوف اشعر بالغباء.. فى خضم الاخرين يتزايد تحدى الروعة حتى يهزمنى ولا يبقى الا احساس الصغر وكثير من الضياع فى عالم متضخم للغاية
فكرت امس ان اشترى سجائر..تلك الرفيعة المثيرة... لم ادخن ابدا فى حياتى ولا احب التدخين.. ولكن ثبت علميا اننى كلما كنت فى حالة من الاحباط والغباء عادة ينتهى الامر بالتدخين حتى النخاع فى نومى..و احساس النفخ فى الهواء يثير الصداع ، ثم ما بال هذه الحياة المقيتة .. لما لا اشارك فى تقليل ما بقى منها .....ينتهى الامر بالبائع يسألنى وانا نظرى مثبت على السجائر من كل نوع خلفه.. حاجة تانية وانا ابلغه باننى لا اريد شيئا اخر ..بخلاف السلطة الخضراء ...

المهدئات والمسكنات عندما تصبح بعمرى تدرك انك تعالج مشكلة بمصيبة.. ثم انها تركز الحياة فى مزيدا من النوم والسلبية .. والسلبية تؤكد على انهزامك .. وهذا كفيلا بزيادة احساسك بالغباء والاحباط
الرجال ايضا من باب المهدئات والمسكنات .. لهم نفس الاثر... الا انه بدلا من النوم تصاب بصداع فى محاولة مستمرة لا تتوقف لفهم ما يحدث .. ويضاف الى الاحساس بالغباء والاحباط احساس آخر يشبه الغرفة المظلمة بجدران مستديرة.. عادة افكر .. هم رجال اما انتى فما حجتك ..
ما الحل.. ان اعمل وانشغل حتى اسقط صريعة اخر اليوم... ثم- ولا اريد ان ابدو تقليدية ولكنها حقيقة- الهروب الى الله....هذا العالم الملئ بالانصاف من كل شئ... عندما تضرب نقطة القاع.. وتبحث عن نقطة ضوء.. عن من يحتضنك ويدعك تبكى بلا سؤال.. عن يد تمتد اليك وشخص يخبرك بما يجب ان تفعل ...لابد ان تثق انك تبحث عن وهم .. هذا الذى تبحث عنه خارجك غير موجود.. لا يوجد حل الا ان تركع مذلولا محسورا.. وتعترف انك مخطئ وانك تعس وانك بحاجة للمساعدة برغم انك نصف ولا تستحق سوى ما يحدث لك..
وتنتظر