الخميس، 25 أكتوبر 2012

 
مضت شهور الآن وانا لم اعد اكتب ولا اقرأ ...لا زلت اقرأ بالطبع ولكنها قراءة لغاية ..لمذاكرة ..لإدعاء الثقافة... لتنفيذ واجبى من المعرفة الدينية او التاريخية مثلا ولكننى لم اعد اقرأ للمتعة .. مثلما كان الامر منذ وقت مضى.......
 
انا اتذكر وانا فى الابتدائية وربما فى سنواتى المبكرة منها حتى ...كنت اصطحب كتاب المواد الاجتماعية الى الحمام وهما  لامى ولابى على مقدار حرصى على عدم تضيع ثانية واحدة بدون مذاكرة حتى فىى وقت  قضاء حاجتى:) بينما فى الحقيقة يتوسط كتاب المواد الاجتماعية بحنكة ما لا يقل عن ثلاثة اعداد لرجل المستحيل ..او اى كتاب يناسب حجمه كتاب المواد الاجتماعية ... واتذكر اننى كنت اقرأ بلهفة حقيقية واختزن كل ما اقرأ ويترجم لاحلام وملامح وصور ملونة .....اتذكر ايضا ان عدد واحد من رجل المستحيل كان يملأنى بطاقة وهمية ..فأخرج من الحمام مفتولة العضلات ...متحمسة ..ساخنة ..بإحساس وهمى اننى استطيع ان احيل العالم الى ركاما بركلة واحدة .ثم واحد "فلتذهب الى الجحيم" ..كانت كمية غير مفهومة من الطاقة الايجابية ...زيادة على ذلك ..كنت بالفعل احب ادهم صبرى
 
الآن لا استطيع التركيز على صفحة واحدة ولا ركعة واحدة ولا مشهد واحد ولا اى شئ واحد فقط فى الدقيقة الواحدة ..لم يعد فى الحياة رجل المستحيل ..ولا لحظة لهفة حقيقة على شئ ما ..وانا اكتب الآن افكر فى نفس الوقت فى موضوع اخر تماما بكلمات اخرى تماما لاكتبه..انها شيزوفرانيا العالم الحديث على ما اعتقد حيث نلهث دائما للفكرة الاخرى . الخارجة عن نطاق طول ايدينا
 
لم اعد اكتب الا فى عقلى الاف الكلمات ولم اعد اكمل كتابا واحدا .. واعاقب نفسى طوال الوقت فامتنع عن شراء الكتب حتى اقرأ ما
لدى ثم لا استطيع المقاومة امام طريدة جديدة للتجاهل .
لم اعد اكتب واصبحت تلك اللحظات التى تختنقنى فيها الكلمات تمثل لحظات احتضارية
الكلمات تملأئى... الاختناق يسيطر على ...العواطف تغرقنى ولا اعرف ماذا افعل لاشعر اننى افضل قليلا الا ان اكتب ...ولم اعد اكتب ..لم يتبقى الا الصراخ وانا اقود سيارتى حتى اجد طريقى الى كلماتى مرة اخرى
 
متى اكتب...