سوف ابتاع لنفسى بعض البهجة اليوم
سوف اجلس فى سيارتى محاطة بعلب الطعام السريع الفارغة.. تذكرنى بأنى بلا مأوى، بلا وجهة وبلا وطن
وتذكرنى أيضا أننى حرة ..فى تلك اللحظات القصيرة جدا.. فى ملكيتى الخاصة الوحيدة فى ترك مهملاتى كيفما شئت وحرة تماما فى التوقف فى منتصف أى ساعة وتناول ما أشاء لأننى أريد ذلك..ربما شريطة ألا يعلم أحد
ثم أقود مرة أخرى بلا هدى إلى اقرب مطعم للوجبات السريعه
واشترى مجموعه من الساندويتشات المصنوعه من إطارات السيارات القديمة
والايس كريم المغطى بالشوكلاته الساخنة بطعم الفلفل الحريف المريح
سوف أستمتع اكثر بالتأكيد لمجرد معرفتى بأنى أخرق النظام ..تلك هى الحريات الصغيرة التى استطعنا الإنتصار بمعركتها..
إذا أسميت ذلك إنتصارا ...طال عمرك
ثم انطلق الى المزين.. هو المزين بالفعل، لا أعلم من أين استحدثوا لقب الكوافير الماسخ
إيمان صانعه البهجة...
ترفع مقعد المساج لتصبح قدمى معلقة.. وأحيانا تدعه يعمل.. وإذا أغلقت عينى وأسلمت عقلى للخيال.. سوف أشعر بيدين سمجتين تعتصران عضلات ظهرى فى خشونة لا بأس بها.
أغلق عيناى...تغسل منى شعرى..بحدة مضيئة.. روائح كثيرة تضئ روحى ... تبدأ قبضى فى الانفراج ..دائما هى معذبة مع روحى .. منقبضة فى وضع انتظار اللكمة الأولى ... التى لا تأتى ..ولكن الشعور بأننى لابد ان ألكم شخصا ما أو حدثا ما بات أبديا...
مرة واخرى وثانية حتى اشعر بفوران الدم فى رأسى...ثم يحين وقت البلسم
هل جربت تدليك الرأس ببلسم زيت اللوز بزبدة الشياه بالفانيليا!
إنها جنة الرأس..إيمان تعلم جيدا ماذا تفعل
تبدأ بجبهتى ..الضغط بأطراف أصابعها فى حركة دائرية بطيئة ..ثم تنتقل بأطراف أصابعها الى وجهى وجانب اذنى ثم تنسحب فجأه الى الضغط على جميع جوانب جمجمة رأسى...ثم تتحرك أصابعها السحرية الى كل بوصه فى رأسى المصابة أبديا..ثم رقبتى ثم اعلى ظهرى
كل ذلك ورائحة الفانيليا تلفنى وتحتضننى وتهدهدنى
ثم بعد فترة لا اذكرها تزيل أثار الفانيليا المضيئة من رأسى ...تعيدنى الى ارض الواقع
تلف رأسى فى لطف.. أشعر أننى مدللة .... فتاة المصنع المدللة..
تقتنص بعضا من الوقت..تبتاع إمارتها الصغيرة فى لحظات مسروقة ...وتنصب نفسها مدللة .. قبل العودة إلى شحوم وزيوت وجحيم المصنع
تخبرنى أننى جميلة .. وأن وجهى مشعا بحرارة شمس بحار وجبال.. تخبرنى أن الريح فى خصلاتى ...وأنى أبدو رائعة... أعرف أنها ربما ترى ذلك فعلا....ثم أرى انا أيضا ذلك...ويكون ذلك كافيا لإنهاء ساعة البهجة خاصتى برضاء تام..
أخطو نحو سيارتى وعلبى الفارغة.. أتناساها تماما....أخبرتهم أننى أريد أن تبدو خصلاتى الملونة كأجنحة الطيور الخارجة عن السيطرة..أتهادى حتى سيارتى... قد أصطنع مشوار صغيرا فقط لتتطاير أجنحتى...
ثم افكر أن تلك ساعة البهجة..أكاد أن انهيها قبل نفاذها الفعلى بالتفكير فى الدقيقة التى تليها... ثم أتذكر رجلا حكيما سألنى فى أول أيام إجازتى الرائعة بما أشعر...
فأخبرته أننى أشعر أننى فى الجنة ولكننى حزينة لأن كل ذلك سينتهى بعد أسبوعين
فنظر إلى وكأننى مصابة عقليا حيث أنه غير معتاد على ثقافة "إننا نضحك، ترى أى مصيبة تنتظرنا"
وأجابنى بصوت خفيض .. عزيزتى إستمتعى باللحظة حتى منتهاها ...وكأنها آخر لحظاتك..وكأن حياتك تتوقف على ان تحى في داخلها مئات المرات حتى تنحفر فى قلبك حتى النهاية
هذه بهجتى ............