صرخت.. انا حامل..مش عاوزة منك حاجة. اتجوزنى وبعدين طلقنى
لم يكن لديه وقت للتفكير.. ولم يتبقى الكثير من المشاعر لديه للحب والكلام اللى بيقولوه عليه ده... كان يرتاح معها .. ينام معها... يحلم معها انه يوما ما سيخرج من تلك المتاهة... كان يريدها ولكنه يرى فى خلفيتها التسع عيال الذى يجمع وجبتهم الوحيدة احيانا من زبالة الناس التى تتناول وجبة تسمى العشاء.
اجابها بصوت حاسم... حين ميسرة...
يعنى ايه؟
... يعنى عقبال متولدى بقى معايا فلوس هتجوزك ... محصلش يبقى معرفكيش
..ولا اعرف اللى فى بطنك....منتهى البساطة ....
هل تخيلت نفسك مرة تعيش فى بيت من الصفيح والخشب وكل ما يمكن ان يصنع حائط او باب او سلم ، الحياة بالنسبة لك اى عمل يؤمن لك ومن تعول رغيف عيش واى غموس..
هو لم يجد عمل...... اخته جوزها قتلها...وانضم اولادها تحت عاتقه ..هو الذى لا يجد قوت يومه هو شخصيا. عادى حدث بسيط فى تلك المنطقة العشوائية التى تحتضن النار داخلها.. تحتضن الجهل.. وما تحت مستوى الفقر والحاجة .. خلت من اساسيات الاحتياج الانسانى .. لا يوجد شئ.. نقضى يومنا على القهوة نشرب شكك.. ونلقى القفشات لنهون من ذل اليوم.. نخرج الى الشارع لنواجه الظلم المتمثل فى وجود الشمس ودفئها .. والهواء النظيف والطعام والفلوس ولكن لبشر اخرين...
حاول ان يدخل فى خضم الحياة...تعب من الجوع ..من كراهية كل شئ بدلا من انتظاره والرغبة فيه، خد كام قرش حشيش ، قرر المتاجرة فيهم بين جيرانه، حيث الحشيش مناسب تماما لتنميل احاسيسهم والغلوشة على الجوع والفقر والظلم.... وخاصة بعد ان اصبحوا مخبأ مناسب للمجرمين وتفريخ اولاد الحرام واولاد الشوارع والارهاب احيانا... وبالتالى اصبحوا ايضا ضحايا سهلة للشرطة وهدف اول بعد حدوث اى جريمة او حين الحاجة لسبق امنى اوحتى فقط ملئ الفراغ..... وللسخرية، ومن مرارة الحياة وبحثا عن اى شئ يخفف من مرارتها شرب عادل هو وجيرانه ممن تقاسموا معه نفس المرارة كل الحشيش..
فى مشهد رائع يجسد تلك اللحظة المريرة حين تقصم الحاجة الظهر وتحول الانسان الى وحش منفى عنه صفة الادمية ويبدأ طريق بلا رجعة غالبا.... عادل ينظر الى امه وهو يعرف الى اين يذهب ولا يعرف كيف يدير الدفة .. يقف بينها وبين مسرحيتها المفضلة.. وهى تضحك وتنذره الا يغير المحطة.. ثم ترى ما يراه عادل نفسه .... يكبل يدها وهى تقاوم ....يسحب منها اسورتها الذهبية التى تحتفظ بها لمصاريف كفنها..... يخبرها معتذرا ويقطعه الالم اربا .. هيقتلونى .. الام تبكى.. تستسلم ..... لم يعد الموت يهم وابنها يكبلها بيديه....الابن فى لحظة تحوله الاخيرة يتراجع تحت وطأه دموع امه ، ونظرة عينيها التى ادرك انها ستطارده حتى الموت.
عادل يتحول الى فتوة حينا، الى مرشد للبوليس فى احيان اخرى، يبحث عن ابنه فى الحرام والذى تحول الى واحد من اولاد الشوارع واصبح هو ايضا له ابن حرام من اولاد الشوارع ليكمل سلسلة مستمرة بلا نهاية.. ثم يحيك عملية مع الشرطة ضد الارهاب ومع الارهاب ضد الشرطة يحاول ان يستفيد منها رغبة فى بداية جديدة بعيدة .... ولماذا لا ؟؟؟..ماذا فعلت له الحكومة، على رأى اللواء .. الحكومة ملهاش كرامة ..ليها هيبة.. الحكومة تقتاده للتعذيب حين تريد.. او تتركه لتستفيد منه كمرشد حين تريد.. اما كيف يأكل.. ماذا سيفعل... قوت يومه... مصيره فلا يهمها.. فلماذا لا يبيعها فى ثانية....
فى مشهد ارى انه حبكة الفيلم ... .. فتحى (عمرو عبد الجليل) فاكهة الفيلم... يسخر من رغبته السابقة فى الخلفة... يحكى بلغته البسيطة... انه يوما ما حدث حظر تجول ثم قرر وصديق له ان يتحدوا حظر التجول ونزلوا من بيوتهم فى الشوارع واخذوا فى السير هنا وهناك..... وكان الجنود ينظروا فى اتجاههم ثم يشيحوا بوجوههم كأن الريح تداعبهم فقط.. وكأنهم غير مرئيين .. وهنا ادرك ان امثالهم قدموا الى الحياة دون ان يراهم احد وسيخرجون منها دون ان يلحظهم احدا ايضا ...فتحى يقول: انا حمار .. كويس انى مبخلفش علشان عيالى كانوا هيبقوا زى مش باينين .. محدش شايفهم.... وغالبا فى البلد دى محدش هيشوفهم ابدا..
الفيلم اخراج وانتاج وتمثيل وديكور رائع.. بطل الفيلم الوجه الجديد يمثل الدور وكأنه ولد ممثلا ... يذكرنى كثيرا بأحمد زكى الله يرحمه.. ربما يفتقد قليلا لخفة دم احمد زكى وشخصيته المركبة العبقرية..ولكن تمثيله اكثر من رائع...
عمرو عبد الجليل وهالة فاخر فى ادوار عمرهم ... لهم مشاهد سوف تطبع فى ذاكرتى الى الابد..سمية الخشاب.. لا جديد الا انها اكثرت من مشاهد الرقص وبدل الرقص والى اخره..
بعض المشاهد الساخنة كانت مهمة للسياق الدرامى وبعضها اعتقد انه لم تكن لتؤثر على الاطلاق مثل مشهد الاغتصاب
الفيلم اكثر من رائع.. سوف يؤلمك جدا .. او ارجوان يؤلمك كما آلمنى... لماذا.. لاننى احسست بمسئوليتى الشخصية المباشرة....نعم انا مسؤولة عن الفقر وعن العشوائيات وعن اولاد الشوارع وعن الفساد وعن الدعارة وعن المثلية .. ايوة كلنا مسؤوليين.. كلنا ضنينا بوقتنا او مالنا او ثورتنا او غضبنا .. كلنا احتملنا ما فى حياتنا وفضلنا نسيان تواجد كل تلك المشاكل طالما كنا بخير وعلى ما يرام.. تركنا واحد معاه 60 مليار جنية ...وتركنا ملايين تجمع طعامها من زبالتنا...ثم ماذا.؟؟ لا اعلم؟؟ لا زلت افكر... كيف ابدأ وماذا سأفعل. وهل سأستطيع الاحتفاظ بهذا الغضب داخلى مدة تكفى لاتحرك؟؟ ربما..وربما اكتفى بنعمة اننى لست منهم وخلاص..
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك 9 تعليقات:
فييلم اخر مبتذل من افلام سي خالد يوسف اللي عامل فيها فيلسوف اليسنما اللي هياخدها من الدمار .. و هو اصلا سبب المسخره اللي في كل الافلام اللي بتدعو للانحلال و القذاره الاخلاقيه .. و يرجع يقولك انا بجسد سلبيات المجتمع .!!
هذا الشخص مصاب بمرض نفسي وهو النرجسيه المفرطه .. و لاحظو اعجابه بنفسو .. و اصراره علي وضع اسمو بالفونت العريض في كل افيشات افلامه و كأنما هو بطل الفيلم ..!!
سمر العزيزة كل سنة وأنتي طيبة ويكون عام 2008 بالنسبالك عام نفض الغبار عن جميع الاشياء التي تعكر صفو حياتك
اسمح لي برأي المتواضع تجاه الفيلم
وسيكون عنوانه عفوا أيها الطاووس
رأيي لن يكون دقيق أكثر من دقة وصفك إلى أن نصل إلى الفقرة قبل الأخيرة والتي تثني فيها على أداء الممثلين
ولكن لماذا تشعري بالالم ولماذا تحاسبين نفسك؟!
أن فيلم مثل حين ميسرة لن يؤثر بأي حال من الأحوال ناحية مايسمى بالعشوائية
لأن خالد يوسف لعب في الفيلم ده على الحالة المزاجية المنتشرة لدي الناس او بمعنى ادق توليفة تجارية والتي أوجدها فيلم عمارة يعقوبيان مع الفارق طبعا وأكملها في هي فوضى وفي حين ميسرة
الاداء التمثيلي على اعلى مستوى اتفق معكي
قد أكون استمتعت بوجبة سينمائية دسمة
لكن الفيلم كقضية أرفض أن يسحبني خلفه المخرج لمجرد توليفة تجارية تلقى رواجا
دعيني انقل لكي الصورة من زاوية أخرى
تعلمين ماذا تواجه الحكومة عندما تجد حلولا مناسبة لمثل هذه النوعية من الناس لتقوم بإزالة مثل هذه العشوئيات
كان من الأوجب على خالد يوسف ان يعرض ولا أقول يقدم حلا ولكن نتعرف على سلوك هؤلاء الناس عندما تقوم بتقديم حلول
يجب الا يكون فكر المخرج أداة لتوجيه فكر الناس ناحية منطقة بعينها
الم تلحظي ياسيدتي سخاء الانتاج والدعاية لمثل هذه الافلام مجرد ملاحظة تستحق التوقف
منذ متى ونجد مخرج في السينما المصرية له آرائه يقولها من خلال عمل سينمائي
تذكرين فيلم الارهاب والكباب وقتها الفيلم أحدث ضجة كبيرة وهل صاحبت هذه الضجة مخرج الفيلم شريف عرفة لانه عارف هو عاوز ايه من الفيلم ونفذه وانتهى دوره ليس مثل طاووسنا العزيز قصدي مخرجنا العزيز
لقد وقع خالد يوسف في خطأ كبير عندما حاول اقناعنا في هي فوضى أنه من الممكن ان نقوم بثورة لمجرد اغتصاب فتاة ولا يخفى على أحد أن يوسف شاهين لم تكن له بصمة في الفيلم
لقد كان أداء الممثلين في حين ميسرة المبهر بل استثناء خلال الفيلم حاجز من ان يتحول الفيلم إلى ندوة صراخ سياسي بالفعل كان أدائهم حائط صد أمام محاولات المخرج للإنفراد وحده بالفيلم
وقد وقع المخرج في خطأ أخر في حين ميسرة عندما اعلن ان مصر بها 15 مليون شخص يعيشون تحت خط الفقر من اين به هذا الرقم طالما ان الارقام تهاجم الحكومة فنحن مؤهلين نفسيا لتقبل هذا الرقم بدون تفكير
أعرف ان رأيي قد لا يعجب الكثيرين ومنهم أنتي ياسيدتي
ولكن كان هذا رأيي
ولماذا لا يعجبنى رأيك.؟؟ خالد يوسف مش ابن خالتى ولا الفيلم ابن عمتى.. وربما انا بدأت اتفق معكم فى الرأى؟ الفيلم جيد فنيا ولكن ربما يجب ان اراجع نفسى فى الفكرة والرسالة والمضمون
شوف انا معاك ان فى حالة غلط.. لكن مش معاك انه المفروض يقدم حلول.. وبرضه بأتساءل طيب كل الافلام المنيلى ولى تحسسك انك وسط معادلة الدمار ؟؟؟ وماذا بعد!!! هل نثور هل الحكومة تتحرك ام ان موقفنا فقط يزداد سوءا لان الحجة اننا لم نكن نعرف واصبحنا نعرف؟
الامر الثانى ، انا اشعر اننا نفتقد للتكافل.. واننا ببعض التكافل المادى والاتماعى كان يمكننا ان نحتفظ بادميتنا ونتجنب وحشية من حولنا ونخطو نحو مجتمع اكثر عدلا وتوازنا ولذا احسست بالذنب
طيب ممكن تفسر رأيك شوية؟ ما الذى تحمله على هذه النوعية من الافلام؟
إليكي تفسيري ياسيدتي
في بادىء الامر هناك فرق بين معنى التكافل وسبل التوصل إلى حلول لسرطان العشوائية
فالتكافل أمر واجب علينا جمعيا ولا خلاف عليه مطلقا
للمرة الثانية سوف اختلف معاكي وأرجو ان يتسع صدرك لما سوف أقوله
1 - من أين لكي ياسيدتي برقم 60 مليار مش 50 أو مش 40 أو مش 100 وهذا مايفسر أكثر أننا على استعداد لتقبل أرقام تساعدنا على جلد النفس وهذا ما أراده خالد يوسف عندما قال 15 مليون تحت خط الفقر نفسي أسأله بتجيب الارقام دي منين
2- فلنهدأ قليلا لإستخدامنا مصطلح ثورة وهذا ما روجه خالد يوسف في هي فوضى عندما غذي مفهوم الغضب والثورة لإغتصاب فتاة
3- ياسيدتي ربما لم تسنح لكي الفرصة لكي تشاهدي بعينيكي هذه الفئة واستخدامها لحيل والاعيب شيطانية في محاولة الاخذ والاخذ وبإي طريقة من الحكومة فعندما تتطالبهم بمغادرة عششهم والتوجه إلى شقق أدمية للعيش بها يرفضون ياسيدتي تدرين لماذا لتمتع عششهم بمواصفات تساعدهم على كسب أرزاقهم من المخدرات والدعارة والسرقة
لايريدون أن يعيشوا في النور فهم خفافيش ثقي في أن لو الحكومة بالبلدي لو أضائت يديها شموع لن يشبعوا فلقد رأيت بعيني عندما يجتمع بهم رئيس حي من المستحيل ان تصلي لإتفاق معهم يحتاجون إلى مواهب خاصة من المسئولين للتعامل مع فئة السرقة والمخدرات والدعارة والشذوذ هي روتين حياتيهم اليومية
وسأثبت لكي صحة كلامي نجد من حولنا جمعيات خيرية كثيرة في اتجاهات مختلفة ولكن هل وجدتي جمعيات تنزل إلى العشوائيات فالكل يخشى هذه المواجهة الحل من وجهة نظري طرحه أحمد حلمي في مطب صناعي عند قام بتجميع الناس وترحيلهم للعمل في الصحراء واستصلاحها انه بالفعل حل غير تقليدي مع هذه الفئة
وعندما توافق الحكومة على منح أحدهم كشك تدرين ماذا يتحول الكشك إلى وكر
أرجو ان أكون قد أوصلت ما أريد بزاوية أخرى بعيد عن الفيلم
ليس مطلوباً من الفيلم السينمائي إيجاد الحلول لمشاكل في المجتمع تمتد في جذورها إلى سنوات خلت، لكن من المطلوب من فيلم السينما أن يتركنا في حالة تفكير وهذا ما نجح فيه "حين ميسرة" اما الحديث عن ما كان يجب أن يظهر أو مالا يجب أن يظهر في الفيلم فهذا أمر يرجع الحق فيه للقائمين على الفيلم وليس للمتفرجين.
أحلى ما في الفيلم أنه ينتج حالة وصفتها سمر هنا بأنها ألم أي أنه مؤثر إلى هذه الدرجة أنه يصيبنا بالألم والتفكير فيما يجب وما لا يجب أن يحدث في حياتنا وليس في الفيلم.
مدونة رائعة بالتوفيق
كل يوم : اخبار السياسة, الرياضة, الفن, الافلام المسرح الاغاني و الكاركتير
نعم .. كلنا مسؤلين
الفيلم واجعني اوووي برضه
وحسيت زيك كدة ان انا كمان مسئولة
إرسال تعليق