سألنى: ماذا تفعلين هذه الايام
اخبرته: اعمل.. ادرس... اخرج.. اكتب.اسافر ... ..اجرب أشياء جديدة كل يوم .. اتفاعل اجتماعيا يوميا مع عشرات لا اعرفهم ولا اريد ان اعرفهم..ادمنت الfacebook لا لشئ إلا لأنه اروع وسيلة لتشتيت الانتباه عن عمق الحياة وشغل الفراغ بفراغ اكبر غير ملحوظ... استمررت دقائق طويلة فى سرد ما افعله فى حياتى.. حتى انا اندهشت من كثرة الافعال
رفع حاجبه فى اندهاش: ما اروع ذلك .. من الرائع ان تستطيعى فعل كل ذلك فى نفس الوقت
اخبرته: نعم ..احيانا يتبقى لى بعض الوقت...استمتع بفعل لا شئ...احدق فى سقف غرفتى فقط..عادة كل الطاقة المتبقية او السلبية لا تسمح الا بذلك
...صمت للحظات واكملت ..ولكن هل تعلم لم أعد ابالى .. لم يعد شئ يذهلنى.. او يرفع قدماى عن الارض من السعادة.. او يخلق نبضة مختلفة فى القلب .. انا ممتنة اننى حصلت على بعضا من تلك اللحظات فى الماضة ... ولكننى الآن ومنذ وقت طويل.. لم اعد ابالى
اخبرنى: كيف يمكن ذلك.. ماذا تريدين اكثر من الحياة .. انت موهوبة وناجحة ولديك عشرات النعم الصغيرة المتميزة.. احترسى .. انها بداية الاكتئاب.. عندما تتلاشى الفروق.. وتصبح السعادة شبيهة بكل شئ آخر..والالوان كلها صورة من بعضها البعض.. حتى الحرارة وبرودة الهواء لا تختلفان عند مقابلة وجهك
اخبرته: ماذا افعل... انا افعل كل ما اريد.. اخترت ان اعمل حتى انهار واخترت ان انجح حتى انكسر ..اخترت الصمت واحيانا اخرى انا اخترت الوحدة ...اخترت العمق واخترت السطحية .. اخترت غطاء رأسى واخترت لون غرفتى .. اخترت كل شئ ولكننى لم اعد اعلم هل اخترت لاننى اريد ، ام اخترت لانه يجب على ذلك ...... هل كان يمكننى ان اعمل فى وظيفة تحافظ على روحى فى مقابل مالا اقل.. اما ان وحدتى وضعفى فى بلد تطأ انفاسنا دفعتى للنجاح رغما عنى حتى اقاوم عدم الامان!
رد على بعد زفرة عميقة: انها بلدنا.. تربطنا بها علاقة معقدة من الحب والكراهية... تدفعك للخروج من دارك للقتال والكفاح.. ثم تصفع آدميتك فى كل خطوة... ترجعين محملة بالهدايا والتفاح الامريكانى.. كى تشعرى بالفوز فى المعركة.. الا ان روحك تكون قد فقدت جزء صغير جدا... كل يوم.. حتى نصحو يوما ما ..نتأمل انعكاسات ملامحنا فى المرآة ..لنجدها فارغة... ومحل العين بئر عميق
ارحلى... تخلصى من اعباءك .. من مسئولياتك .. .. من كل ما يثقل انفاسك وارحلى.. الى مدينة اخرى .. تمتلئ بالجسور...بالهواء .. باشارات خضراء عند رغبتك فى العبور ...
ليتنى استطيع الرحيل...مصر التى تدوس على روحى وقلبى بنعل متحجر.. هى نفسها الروح والقلب....تلك الضوضاء والعرق والتحديات والاختيارات التى امليت على.. هى نفسها التى جعلتنى اغرق وريقاتى بالاحبار
ليتنى استطيع الرحيل
..اذا كان الرحيل صعبا والاستمرار صعبا.. فكيف تريدينى ان اساعدك وكيف تتوقعين من اى انسان ان يساعدك
..لابد ان تدركى الالوان ..لابد ان تشعرى بتغير الفصول ...لابد ان تضحكى من القلب وتبكى من القلب
لابد ان تتنفسى الحياة ..ابحثى عن طريقة.. ابحثى عن الايمان .. ثقى ان الحب سيجدك..ومن يعلم..ربما تأتى ليلة وترحلين بالفعل
انا فى بحثى عن الالوان...اتمنى ان ابتعد عن قوس قزح ..
اتمنى ان اجد ضحكتك تلفنى.. صوت الامواج يداعب قلبى ...صمت السادسة صباحا مع نسمات هواء يونيو البارد ...خطوات فى ضواحى الزمالك تأخذنى...ليلة اتدثر بالجبال ومئات النجمات ...لحظة من نفسى السابقة.
..وفى النهاية اصلى الا ارحل ابدا
--
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك 3 تعليقات:
بلوج رائع ومميز تقبل ارق التحيات
منتديات بانوراما مصر منتدى مصرى للحوار والنقاش و يهتم ,أخبار مصر ,أخبار منوعة أخبار التعليم ونتائج الامتحانات اخبار الفن والفنانين الرياضة المصرية أفلام الموسم الرشاقة والتخسيس الموضة والمكياج والازياء كلمات الاغانى برامج مجانية تحسين نتائج البحث وغيرهم الكثير من المنتديات الفرعية .
منتدى، الفن، أخبار، مواهب،منتديات مصرية، نكت،أغاني، أفلام،كليبات، سيارات، موضة، برامج، ازياء، تجميل، اهلي، زمالك، غرائب، برامج، جوال، موبايل، محمول، فوتوشوب، بورصة، استثمار، تسلية، صور، حوادث ، جرائم، برامج مجانية، التدوين، مناقشات، سياسة، إسلام، حوار ،معلومات، حب، رومانسية، بيع، شراء، سوق، وظائف،فرص عمل،ارباح،فيديو،يوتيوب ،اخر الاخبار
رائعة .... كل هذا و لا تشعرين ؟
أنت فيض من الاحساس يكتب
و سيأتي يوما ... ستتبدل الأحوال للأفضل ان شاء الله ... و لكن سنفتقد قلم .. شكلته الشجون
بدون مبالغة ... انت اديبة متميزة
لماذا لم ازر مدونتك كل هذه الشهور؟
سازورك من هنا و رايح ان شاء الله
رسامة لا اعلم لما1ا لم اعلق على تعليقك الا الآن..ارجوكى زورينى ..كلماتك تزيدنى سعادة الى حد لا يمكن تصوره
إرسال تعليق