الخميس، 14 ديسمبر 2006

النزف

أنزف حبرا: فى كل حرف ينزع بعضا من إشتياقى إليك، أتخلص منه جثة مفرغة على وريقات بيضاء ازعج صفائها
لعلى اتطهر .........منك
أنزف وحدة: احاول أن أتعود على رؤيتى مفردة فى المرايا ..أحاول أن أتجنب بردا يذكرنى بحرارتك والإعتياد على فصل واحد طوال الشهور.. أطلق ضحكات عالية واحدة تلو الاخرى كى تطغى على صدى نبضات متوحدة دونك وجسد إنفصل عن صدرك بعد إلتصاق توأمى
أنزف وحشة: الحياة موحشة بدونك .. لا أطيقك لأنك فتحت لى أبواب الاحساس وما كدت اخطو حتى أضرمت النار فى طريقى.. لا أطيق نفسى لأنها لا زالت لك، امنعها من اختلاط لون عينيك مع كل الالوان الطيفية.. اتوسل إليها أن تنسى شفتيك ، مذاق انفاسك، رائحتك.. ملمس جلدك.. تفاصيلك... ترفض وترفض وترفض وتصر على إقحامك فى ذاكرتى وحواسى
انزف كراهية: اكرهك، اكره كل مكان جمعنا وأجدنى اكره كل الأماكن، اكره كل جزء يدين لك بذكرى وأنتهى بلفظ جسدى كله، أكره من حولى لأنك لست من بينهم، اكره وجودك لأننى لم أعد معك، اكره ذاكرتى، كيف تحولت إلى كرة مشتعلة من الكراهية وانا التى لم تكره حشرة فى حياتها... ويزيد من كراهيتى إداركى أن الكراهية تعنى الانهزام امامك.. لو لم أكن ابالى لعرفت أننى حققت انتصارى وتخطيت عشقك
أنزف حبا: ثلاثون عاما من الوحدة.. وبعض الفصول الورقية من وقت لآخر تنتهى بإنهزام الأوراق وسقوطها تحت أقدام العابرين، ثلاثون عاما من الوحدة.. تتركك فى حالة مواتية للعشق دوما.. أن تصدق أنك أحببت أسهل مما تتصور، أن تحاول إكتشاف إذا كان الامر حبا او وهما يصبح مرحلة من التعقيد اكبر من ان تحتملها لأنك لا تريد ذلك.. تريد بشدة أن تصدق.. تريد بشدة أن تحب.. تريد بعنف أن تعطى نفسك لآخر بلا مقابل حتى.. الحب ينزف منك.. لابد من متلقى لتبرعاتك ... وإلا نزفت حتى الاختفاء وتصبح ورقة بلا خطوط وبلا مساحات للكتابة.. كل النزف كان بإنتظارك لاتزال حرارة الدماء فيه . أنزف وأنزف وأنزف حتى اصبغ مفرغة كقربة من الهواء

الثلاثاء، 12 ديسمبر 2006

سونيا تصرخ

سونيا صرخت
صرخت بصوت عالى أيقظ كل من حولها.. كان النائمون قد أعتادوا الصراخ النسائى .. زمان كانت الصرخة إذا دوت فى صدر النهار مثلت علامة فاصلة فى مسار الزمن.. يلتف البشر حول الجميع.. نساءا ورجالا..منجذبين الى صوت صرخة سواءا كانت من رجلا او امرأة ، طفلا او شابا، متسولا او باشا.. لا فرق، تحدث حالة من الهوجة... الجميع يجرى فى مختلف الاتجاهات .. احدهم يجفف الدموع وآخرون يستمعون إلى الشكوى والبعض قد يجمع المال او يأتى بالنشادر او عصير واقل ما يجب قد يكون رفع أياد ضارعة تدعو من قلبها بتفريج الهم ومطاردة الظالم لمظلوم لا يدرون إلا أن اسمه "مظلوم".
اصبحت الصرخات كثيرة جدا .. اصبحت تدوى فى صدر النهار وبعد انتصاف الليل.. بسبب وبدون .. ومع الوقت تعود الناس على الصرخات واصبحت مثلها مثل الصوت العالى .. من مميزات الشعب المصرى.. وتفهم الجميع المطلوب وتقبلوا الوضع الجديد بلا اسئلة .. يمكنك ان توقف الفعل.. تصادر مظاهرة.. تعتقل الجسد.. ولكنه من الصعب كبت الصرخات.. لن توقف عمل كل الحناجر وتبتر كل الاحبال الصوتية مهما حاولت.. وعلى العكس .. يمكن ان يصبح الصراخ مسكنا فعالا، من المعتاد ان من يصرخ تنتهى طاقته عند ذلك الحد ويصبح عاطلا عن فعل اكثر من اصدار بعض الاصوات.

ومع الوقت ايضا قل المزدحمين والمهتمين وتحولوا إلى مجرد متفرجين ... يشاهدون حادث مروع يشغل حارة واحدة من الطريق ثم تتحول بقية الحارات إلى مشاهدين للموقف .. ومستعجبين من هول الاحداث.. وقد يتوقفوا بعض الوقت لرؤية تفاصيل أكثر تساعدهم فى ملئ حكاية مسلية ببعض الابهار والشهقات والتعجبات.

وتحولت الايادى الضارعة بالدعاء الى أياد تضرب كفا بكف فى استعجاب وحوقلة ثم بدورها اصابها الشلل واصبحت مرتخية فاقدة القدرة إلا على النوم الى جانب بقية جسدها الميت.

ولذلك لم تتوقع سونيا اى استجابة من صرخة عادية معروفة مملة مثلها مثل كل صرخات الحياة.. فعمدت إلى ملئ طبقاتها بمنتهى الانوثة..ومنتهى الالم لتحول الصرخة الى مزيج من الولولة المستمرة لزمن اكبر من ان يتم تجاهله لما فيه من منتهى الازعاج والتميز فى آن واحد فى معادلة يصعب ألا تجتذب الانتباه.

سونيا صرخت...... صرخاتها اختلطت بالدموع وحركات اخرى عصبية بكل اجزاء جسمها ، كان من الواضح ان سونيا فقدت السيطرة.. اندفع اليها حسين واحمد وعلاء.. كانت تعلم ان حسين يعشقها وعلاء يراها اقوى من فى البشر واحمد فضولى... كل الصفات التى لم تكن تحتاجها فى تلك اللحظة .. كانت تحتاج للبكاء فى حضن بلا مطالب وبلا ازعاج .. دون ان تفكر انها مضطرة لتبادل الحب دون ان تريد، والقلق من ان دموعها ومشاكلها قد تظهر ضعفها.. وبالتأكيد لم تكن تحتاج متفرجين فى جشع دائم لمجرد حكاية مثيرة.

سونيا رفعت من طبقة الصراخ مرة اخرى ربما تجتذب الجمهور الصحيح
جاءت حسنية وايمان وحسنات وبثينة وشرين ..... عندما وقعت عينا سونيا عليهم .. رقعت بالصوت اكثر واكثر. فالنساء المتفرجات هن النسبة الاعظم.. ولا واحدة .. يا ربى .. الا يوجد انسان واحد بلا غرض بلا هدف .. حضن واحد بلا اسئلة بلا اجوبة بلا همهمات، بلا حوقلات، لا تريد سوى بعض الدفئ.. لماذا يعجز البشر عن الفهم.

كان يقف بعيدا... متخصص فى علاج الصرخات النسائية فقط.. اما صرخات الرجال فلها اسلوب اخر مختلف تماما، قائم على المنفعة المشتركة والمتبادلة واختار النوع الرابح .. اصبح معتادا على التفرقة بين نداء كل طبقة واخرى..ونوع وعرض كل صرخة.. وفى حسبة بيعية بسيطة اختار لنفسه تخصصات تزيد من ربحه وتمحو اى احتمال لخسارة.. النساء امرهن سهل جدا ..


تطبق فمك .. تمثل الاستماع..تومئ برأسك كل بضعة دقائق وقد يكون مطلوبا ان تهز رأسك يمينا ويسارا حتى لا تكتشف الصارخات اللعبة... انواع اخرى يطلبن اكثر من ذلك .. كلمات تهدأ من روعهن وهذا امر سهل جدا ايضا إذ يكون كل ما عليك هو حفظ ما لا يزيد عن عشرة كلمات.. وترددهم بالتتابع او التوالى عدة مرات لمدة معين حسب خبرة البائع ونوع الحالة.. و حتى لا يبذل البائع مجهودا بلا داعى يمكنه استخدام وسائل التكنولوجيا المتوفرة.. ارسال رسالة محفوظة مثلا فى ارشيف هاتفك كل يومين .. تبث العواطف وتسكن الصرخات وتخدرها.

هناك بعض العملاء يحتاجون الى مزيد من الجهد للأسف.. بعض الافعال.. بعض الادلة.. ويعرفون تكنيكيات عملنا بالظبط.. ولا تخطط لعمل مثمر لوقت طويل معهم لانك ستخسر لا محالة.. بعض الوقت، ثم تنسحب بهدوء وانت منتصر وفى الوقت المناسب بلا خسائر كبيرة او مزمنة.

نظر إلى سونيا.. عرف انها من النوع الاول وقد يمتزج بالثانى و ملامح ضعيفة باهتة من الثالث.. رائع .. سونيا ذات قوام لطيف.. وتبدو مليئة بالصرخات والزوايا المظلمة.. وفى عينيها احتياج وضعف ووحدة.. نوعه المفضل.. البسطاء يصعب السيطرة عليهم.. اما المعقدون.. او متعددى الطبقات، فيسهل جدا إرضاء غرورهم.. واجتذابهم عن طريق نقاط ضعفهم وهى نفسها نقاط اختلافهم وتميزهم.. بعض المعلومات التاريخية.. لونها المفضل.. طعامها الاثير.. من تحب وتكره.. ثم معلومات اخرى تتفق فيها كل الصارخات.. كلهن يدعين الوحدة بالرغم من وجودهن وسط الزخم دائما.. كلهن لا يجدن من يفهمهن .. معظمهن يفضلن الرجل المغامر المختلف المنغمس فى اعمال الخير.. والاحداث المثيرة دائما...
عملية سهلة جدا الم اقل لكم.. ... بدل ملابسه الى ملابس تظهر ساقيه الطويلتين وصدره العريض.. سونيا تحب الرجل الشيك الجذاب.. ارتدى وشاح سوبر مان الاحمر المعروف. اقتحمها مشمرا عن ساعديه. واندفع الى سونيا

اخيرا اخيرا اخيرا .. جاء هو.. احتضنها فى عنف.. شعرت بأن ضلوعها تكاد تندثر، اطلقت شهقة عالية من الالم والامل فى آن واحد...لم يسأل ماذا حدث، لم يطلب تفاصيل، لم يطلب تغييرات .. تحولات..بدا دفئا بلا مقابل فى ليالى الصقيع الباردة... اخبرها فى اذنها كل ما تريد ان تسمع... احبك.. اعشقك.. اريدك فى احضانى مدى الحياة.. اريدك .. لا تبكى .. لن اتركك..
سونيا حنجرتها فجأة توقفت عن العمل.. دموعها انسالت ولكن فى هدوء.. قاومت بعض الوقت ولكنها ادركت ان بقية المتفرجون انسحبوا فى هدوء.. استغربت قليلا.. همس فى اذنها مرة اخرى .. اريدك فى احضانى مدى الحياة.. اريدك .. لا تبكى.. .. اعشقك.. لن اتركك.. بدت الكلمات جديدة وان كانت مألوفة على مسامعها.. بدأت فى الهدوء والاسترخاء قليلا..
كان يوجد شيئا ما مفقودا.. لماذا يتحسس ظهرها. .جلدها و تبدأ انامله فى مداعبة اجزائها بأحساس مبالغ فيه وصوته فى التحشرج .. يا إلهى الا توجد فائدة.. تحاول التملص.. ولكنها لم تعد تستطيع المقاومة.. الدفء والظلام الذى يمنع رؤية باقى الموجودات.. يهمس فى أذنها بصوت مختلف النبرات .. انتى نبض قلبى.. روعة حياتى....اريدك فى احضانى مدى الحياة.. اريدك .. لا تبكى.. .. اعشقك.. لن اتركك .. لم تتعرف على الكلمات وان كانت تبدو انها فقدت معناها إلا أنها لم تعد تستطيع الاستمرار دون هذه الجرعة المتكررة..

سونيا توقف ... ارتاحت .... تعودت .... لم يعد الامر غريبا ..... توقفت عن الدموع والصراخ والسؤال والاستغراب .. استسلمت لكل شئ.. احيانا يكون التعود على احساس ممجوج مبالغ فيه افضل من اكتشاف انه لا يعدو مجرد كذبة.. سونيا بادلته حضنا باقوى.. غرزت اظافرها فى جلده .. اخبرته كم تعشقه.. ولا تريد الحياة بدونه مرة اخرى..
بعد عدة ايام... سونيا همست فى اذنه..متى واين وكيف....
هو.. همس فى اذن سونيا.. عزيزتى سوف اذهب الى هناك واعود... سونيا انتظرت يوما بعد اخر.. ارسلت اليه حسنية واحمد وحسين رغما عنها.... كان يحمل ما فى جيوبها.. وما فى صدرها.. والاف الكلمات

هو لم يرجع... سونيا بدأت مرة اخرى فى الصراخ... لا يوجد متفرجون ولا عشاق ولا حتى عابرى سبيل.. لم يعد لديها سوى الصرخات.. وبقية من آمال.. ومزيد من الصقيع فى كل اجزائها

سونيا لا زالت تصرخ

الثلاثاء، 21 نوفمبر 2006

من احلام مستغانمى

من فوضى الحواس لاحلام مستغانمى
مأساة الحب الكبيرة انه يموت دائما صغيرا بسبب الامر الذى نتوقعه الاقل- ايعقل ان يكون حبها مات فقط لانها لم تشعربرغبة فى ان تبكى معه فى عتمة صالة السينما؟
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
ربما ظن ان على الرجل اذا اراد الاحتفاظ بأمراة ان يوهمها انه فى اية لحظة يمكنه ان يتخلى عنها "..اما هى ، فكانت
دائما تعتقد ان على المرأة ان تكون قادرة على التخلى عن اى شئ.. لتحتفظ بالرجل الذى تحبه.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
من الاسهل علينا تقبل موت من نحب ، على تقبل فكرة فقدانه، واكتشاف ان بامكانه مواصلة الحياة بكل تفاصيلها دوننا.. ذلك ان فى الموت تساويا فى الفقدان، نجد فيه عزائنا
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
احب تلك اللحظة التى يفاجئنى فيها رجل، حتى عندما لا يشبه بعد ذلك وهمى به
ان كل قصة مع رجل ترسو بك على شاطئ المفاجأة، اما اذا كان ذلك الرجل زوجا، فستوصلك القصة حتما الى سلسلة من المفاجأت
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
الاكثر غموضا ومفاجأة ، ذلك الجيل من الرجال......وحولتهم الى رجالا عنيفين وسريعى العطب فى آن واحد، عاطفيين وجبابرة فى الوقت نفسه

الأحد، 2 يوليو 2006

عمارة يعقوبيان - الهوجه

قرأت رواية عمارة يعقوبيان منذ عدة سنوات عندما نشرت وبعد ان قرأتها ، قمت باعارتها لاحد الاصدقاء واخبرته اننى لا اريدها مرة اخرى. ولم اكن بالفعل اريدها ولا اريد ان اتذكرها على الرغم من اننى لم استطع التوقف عن قرائتها الا عند النهاية ...ولأننى لم اكن اريد ان اشعر بالكآبة مرة اخرى خاصة فى هذه الايام السلبية بما فيه الكفاية.. لم اكن اريد ايضا ان اشاهد الفيلم.. وربما ايضا بسبب كل هذه الضجة المبالغ فيها وكأن الفيلم اعجوبة جديدة فى بلد انتهت فيه العجائب الحقيقية.
ولم استطع ان اقاوم الحشود التى تتهافت لرؤية الفيلم .. وذهبت امس.. وجدنا مقعدين بالكاد فى اول صف من الشاشة. لازلت احس بالصفعة على وجهى.. والاكتئاب يملآنى وبالرغبة فى الهروب او فقط ترك كل شئ والبدء من جديد فى اى مكان اخر... فيلم فى منتهى السلبية وبلا هدف ... واتعجب لرؤية العديد من الشباب يمجدون الفيلم .. ويرونه صفعة على وجه المجتمع المصرى وفرصة لكى يستيقظ من غيبوبته.. وتعرية الفساد..وان الفيلم او الفنان بوجه عام ليس من واجبه او دوره ان يقدم حلولا وانما هو يعكس الواقع بكل تفاصيله حتى الكريهة منها.
ومن باب الاعتراف بالحق فان الفيلم رائع فى الاخراج والانتاج والتمثيل حقيقة.. والانتقال من شخصية لاخرى فى شكل موزون وبلا اى ملل طوال الفيلم.. تماما مثل الرواية.
ولكنك تشاهد الفيلم مع ذبذبات من الالم داخلك واحيانا برغبة فى البكاء. وتزداد الذبذبات رويدا رويدا حتى تخترق طبلة اذنك.. وتنتهى بخروجك من السينما وراسك فى الارض وقلبك تغشاه سحابة من الحزن والارف.. ولو السفارات مفتوحة فى هذا الوقت ربما كنت ذهبت وقدمت طلب الهجرة اللى نفسى فيه.
هل تمثيل الواقع يقتصر على السلبيات واسود ما فيه فقط
هل مصر والعالم العربى تحتاج لمثل هذا الفيم ليمثلها دوليا وعالميا
هل لو انا واحدة اجنبيه وشاهدت الفيلم.. بغض النظر عن الفن والحبكة السينمائية - ما هى الاحاسيس التى ستنتابنى تجاه هذه البلاد؟ والتى بالفعل لدى تصور مسبق عنها وعن تخلفها والارهاب والذى منه. وما هى الصورة التى سترسم فى ذهنى لاهلها.
هل هذا هو الوقت المناسب لهذا الفيلم؟ وما هو الهدف منه... تفتيح عيوننا على الفساد... ما هى مفتوحة ومفنجلة
ايه الجديد.. مزيد من الاحباط والاكتئاب والاحساس انه مفيش فايدة
وهل مصر صحيح وحشة اوى اوى كده .. مفيش حاجة حلوة ابدا... كل البلد يمثلها اربعة نماذج لا يوجد منها مثل واحد ايجابى ولا حتى طبيعى...
انا حزينة ومكتئبة... ومش عاوزة اشتغل.. ومش عاوزة اتكلم.. ومش عاوزة اقعد فى مصر .. عاوزة امشى .. اهاجر.. انتمى بالعافية لاى بلد تانية... ميكونش كل الناس اللى فيها بيكرههوها ويحتقروها.. او شايفنها صفيحة زبالة... وممكن اركب فيها عربية جديدة من غير ما انتحر اقساط... ويبقى عندى 30 سنة من غير ما احس ان الناس كلها فى عينيها نظرة تعجب على شفقة على فضول... والناس فيها يكونوا بيشتغلوا بضمير.. وبيلعبوا بضمير.. وحياة الانسان الخاصة بتاعتة... مش بتاعة زمايله فى الشغل.. وطنط فتحية.. والبواب.. ومحمود اللى بيمسح العربية
ويكون يارب فيها رجالة .. مش واطيين ولا متجوزين ولا مجانين...
يارب فئة مختلفة ارجوك...
واسكن فى حتة نظيفة... لا يوجد بها اطفال شياطين يكتبون اسمائهم على السيارات بالمسامير
ولا جبران يصرخون ليلا ونهارا
وغرفة بها سرير واحد ودولاب ... مش عشرين دولاب فيهم هدوم من 40 سنة
اريد ان اصل الى عملى مرة واحدة دون ان اشعر اننى اقود سيارتى فى مدينة ملاهى او حديقة حيوانات مفتوحة
انا منذ مدة لم اعد اشعر بالالوان ولا الفضول ولا الفرحة . لا شئ يثير اهتمامى او رغبتى فى الكلام او حتى التفكير..
ولذلك كرهت هذا الفيلم
لاننى خرجت منه فى حالة اسوأ بكثير بلا حل.. وبلا امل.. وبلا رغبة الا عمقا اخر للهروب... ولا اعتقد ان هذا هو هدف الفن ... ليس على الاقل الفن الذى نحتاجه الآن.