الأربعاء، 9 ديسمبر 2009

اقسم ان الفراش يهتز... لعن الله النجار الرخيص.. كنت اعلم منذ اول يوم ان تلك الارجل القصيرة الفقيرة لن تثبت ابدا امام وطأة الاحلام ..ركزت قليلا فى الظلام .. لم ارى شئ سوى درجات مختلفة من الظلام الازرق .. اختفت الاهتزازات .. اقنعت نفسى اننى كنت احلم .. تلك المرآة العريضة الكريهة ..تجعل نصفى الاسفل يبدو متضاعفا.. او ربما هو لا يبدو.. ابتسمت بعرضها .. تأملت نفست .. فتحت عينى حتى احسست انها سوف تقع ..كلمت وجهى فى المرأة بالفعل كأمرأة مجنونة ... "انتى امرأة رائعة..واليوم سوف يكون رائعا" .. اغمضت عينى حتى اصدق.. هذا التفاؤل المتعمد المرهق كل يوم اصبح يضلل اعصابى ..

الى يوم جديد بارد... سماء الشتاء.. بالنسبة لى لا يوجد فى الشتاء الا سماءه وهواءه الخالى من النكهة..اما احساس البرد المستمر... عجزى عن الخروج عارية من نقطة الى اخرى داخل المنزل .. الدثار الذى يضيف الى العمر احساسا بانتهاء الصلاحية .. الشمس المتقطعة... لا احب الشتاء.. ولكن فى الثامنة صباحا .. عندما تكون السماء فى لونها الصافى ملبدة بقطع متناثرة من السحابات القطنية... وذلك السكون الرائع ورائحة الرمال الطازجة من البيت تحت التشييد امامنا.....اغمض عينى واصمم.. يوم رائع ان شاء الله
ثم اذا ... تلك الحياة المرهقة .. المتماثلة .. بلا قيمة لآخر...... اتجنب كل المرايا.. حتى لا اذكر وجه الصباح.. سوف اشعر بالغباء.. فى خضم الاخرين يتزايد تحدى الروعة حتى يهزمنى ولا يبقى الا احساس الصغر وكثير من الضياع فى عالم متضخم للغاية
فكرت امس ان اشترى سجائر..تلك الرفيعة المثيرة... لم ادخن ابدا فى حياتى ولا احب التدخين.. ولكن ثبت علميا اننى كلما كنت فى حالة من الاحباط والغباء عادة ينتهى الامر بالتدخين حتى النخاع فى نومى..و احساس النفخ فى الهواء يثير الصداع ، ثم ما بال هذه الحياة المقيتة .. لما لا اشارك فى تقليل ما بقى منها .....ينتهى الامر بالبائع يسألنى وانا نظرى مثبت على السجائر من كل نوع خلفه.. حاجة تانية وانا ابلغه باننى لا اريد شيئا اخر ..بخلاف السلطة الخضراء ...

المهدئات والمسكنات عندما تصبح بعمرى تدرك انك تعالج مشكلة بمصيبة.. ثم انها تركز الحياة فى مزيدا من النوم والسلبية .. والسلبية تؤكد على انهزامك .. وهذا كفيلا بزيادة احساسك بالغباء والاحباط
الرجال ايضا من باب المهدئات والمسكنات .. لهم نفس الاثر... الا انه بدلا من النوم تصاب بصداع فى محاولة مستمرة لا تتوقف لفهم ما يحدث .. ويضاف الى الاحساس بالغباء والاحباط احساس آخر يشبه الغرفة المظلمة بجدران مستديرة.. عادة افكر .. هم رجال اما انتى فما حجتك ..
ما الحل.. ان اعمل وانشغل حتى اسقط صريعة اخر اليوم... ثم- ولا اريد ان ابدو تقليدية ولكنها حقيقة- الهروب الى الله....هذا العالم الملئ بالانصاف من كل شئ... عندما تضرب نقطة القاع.. وتبحث عن نقطة ضوء.. عن من يحتضنك ويدعك تبكى بلا سؤال.. عن يد تمتد اليك وشخص يخبرك بما يجب ان تفعل ...لابد ان تثق انك تبحث عن وهم .. هذا الذى تبحث عنه خارجك غير موجود.. لا يوجد حل الا ان تركع مذلولا محسورا.. وتعترف انك مخطئ وانك تعس وانك بحاجة للمساعدة برغم انك نصف ولا تستحق سوى ما يحدث لك..
وتنتظر

الأحد، 8 نوفمبر 2009

اريد قهوتى

يوجد بك شئ جميل .. احب تشبث بصرى بك زمنا لا ادرك مداه حتى تحركنى عصفات الهواء ...انظر لعلنى ادرك كهنه ..وراء ظلالك ...وراء جداريات جلدك.....وراء حركة تفاصيلك ...وراء اهتزاز عينيك وانت تلوح بسيجارتك وتشرح لى موقفا ما لا اسمع منه حرفا ..ربما احيانا وراء تلك التجعيدات الرقيقة فى نصف دائرة حول عيناك كقوس شمس قاربت غروب الشتاءات المبكرة
اواجهك ...اتصنع الذكاء... افتح عيناى واصيب نفسى بحالة الظلام الارادى حتى لا ترانى عارية .....افكر فى زحام الطريق ....المستقبل البعيد... وماذا بعد..!!! اى شئ يبقينى بعيدا عن مواجهتك.... يا إلهى كم من الافكار المضللة احتاج كى اتهرب من غيبوبتى وسط تفاصيل وجهك ..دون ان يطفو ذلك التعبير المؤلم فورا فى عيناى عند تخيلى رأسك يرتاح ليلا فى حضن امراة اخرى.
تسألنى هل انتى بخير...
اخبرك بلا اهتمام ... لم اتناول فقط قهوتى اليوم ... اكمل فى سرى... واحتاج ان ارتمى داخلك.. او ان اصاب بفقدان ذاكرة فى قلبى
- سوف احضر لك قهوتك
- اراقبك ترحل ...وفى اهتزاز كتفيك روعة وكأنك اول رجل يمشى على الارض... كيف تتقلص رغباتى انا الطامعة فى الحياة حتى الثمالة...فى ان اتأملك فقط وانت نائم مغمض العينين ...اطمأن من الحياة على صوت انفاسك... انتظر حتى ارى اشتعال الحياة فى عينيك الذهبيتين.. واغفو قليلا على انتظام دقات قلبك.
انا ايضا سارحل
سابتاع قهوتى من مكان ابعد قليلا ...ليس هربا .. وانما محاولة للتعايش مع واقع اخر مختلف ... بنبض طبيعى ...حيث ان النبض المتسارع ارهق قلبى وصارت وخزات الالم كلما اصدمت بوجهك صريحة اكثر من قدرتى على تصنع عكسها

الخميس، 22 أكتوبر 2009

اكتوبر

قطع من الزجاج المتناثرة... بشكل يبدو عرضيا الا انها كلها تقريبا فى وضع موجه بحيث قوائمها تنغرز فى باطن قدمى بمحض العمد ... هكذا كانت ايام شهر اكتوبر حتى الآن
كل يوم اصحو..اصر على التفاءول من باب مبدأ اتبعته منذ فترة .. اردد تلك الجملة البلهاء.. اغمض عيناى واخبر نفسى .. الافضل سوف يأتى .. تلمع عيناى لانى اعلم..ان جزءا كبيرا قد ولى..ثم اتلمس الخطوات ..الا ان اكتوبر الاحمر حتى الآن يدمى خطواتى الواحدة بعد الاخرى

الجمعة، 12 يونيو 2009

.. الوقت كان متأخرا.. يوما صيفيا طويلا ... دخل منذ ساعة واحدة فقط فى ليله الالطف نوعا .. لم تبذل ادنى مجهود لتحسن من شكلها.. لم تأخذ حتى دقيقة كالعادة للنظر فى مرآة السيارة او نثر بعض الالوان هنا وهناك...
تجاهلت عسكرى المرور الاول والثانى ... التهمت الدرجات... تفحصت وجوه الحاضرين فى سرعة حتى وجدت بغيتها من بعيد.. كان احد الاصدقاء لاصدقاء مشتركين.. وكان من المفترض ان تدفع مبلغ لحجز رحلة بحرية. ثم وقعت عيناها فجأة عليك ... وزوجتك تضع يديها حول كتفك... لم تضيع اكثر من ثانية فى نظرة جانبية ... ادركت منذ زمن بعيد انك لا تستحق اكثر من نظرة جانبية .. والاحساس تبع الادراك فورا..رمقتها امرأتك بنظرة اباحت بعلمها بانك تخونها معها منذ اكثر من خمسة عشر عاما... لم تبالى .. لانها كانت تعرف انها لم تكن يوما عشيقتك قدر ما كانت خديعة..... تلك المرارة اللاذعة فى حلقها التى استمرت لعدة ساعات بعد ان رأتك ضايقتها حتى النخاع... لم وهى لا تحمل نحوك الا كل سخرية... سخرية من نفسها فى الحقيقة.. ربما كانت المرارة فقط نتاج تلك الافكار التى ظلت تحلق وتحلق وتلتصق بحلق مخها وتسقط وتحلق مرة اخرى حتى تحدث عدة اعصارات صغيرة داخل جدران رأسها ...تلك اللحظة النادرة المريرة المتأخرة عادة جدا من الضوء عندما بتجلى لك كم كنت غبيا ... وتندهش كيف لم يكن ذلك فى منتهى الوضوح كما هو الآن .. كم انه اصبح من الندرة الآن ان يكون المرأ كما يبدو بالفعل .. وتكون مشاعرنا كما نظن .. كيف ان كل شئ له بعدا اخرا ووجها ثانيا وتفسيرا مبررا... المشكلة انه عندما نكون فى قلب الحدث ... نكون ايضا منغمسين فى اوهامنا تحت تأثير الكلام اللطيف او التمثيل الرائع او وحدتنا او اصرارنا الداخلى على ان نصدق كذبه واضحة وضوح الشمس ...
اروع ما فى النضج هو الادراك ... الادراك العنيف .. الخشن .. الواضح.. بلا مجال لتردد او فكرة اخرى .. او شك.. او أمل

الجمعة، 22 مايو 2009

اليوم قمت للمرة ربما العاشرة فى خلال سنة واحدة بنقل الاثاث .. الامر صعب جدا حيث ان لدينا درجة فى منتصف الصالة لا اعرف اذا كانت قد وضعت للديكور ام انه نتوء طبيعى فى الارض رأوا ان ازالته سيستغرق مجهودا لا داعى له (نحن فى الطابق الارضى ).. وحيث ان كل ما لدينا حتى الأن كرسيان العرش واريكة ضخمة تلاتة واريكة ضخمة اثنان وسفرة 6 كراسى .. وكل شهرين تقريبا اشعر انه يوجد شيئا ما خطأ او ارغب فى السفر والتغيير وبالطبع نقل الفرش ابسط واسهل وان كان يتركنى اياما طويلة فى الام تنتاب جسدى كله بلا مكان محدد للألم..
والدتى ترى على الفور اعراض النقل فى عيناى .. تقول خير اللهم اجعله خير .. والله الفرش هيتفصفص من كتر النقل.. ابتسم فى سخرية حيث اننا ومنذ وعيت على الدنيا ونحن كل اسبوع نرى شقة جديدة من كثرة النقل فى شقتنا القديمة حتى اصبت بفوبيا الارتياب فى ذاكرتى ..

قمت بكنس السجاجيد.. ثم ازلتها .. ثم مسح الصالة .. (ام علاء لابد من حجزها شهر مقدم حيث ان الضغط عليها صعب) ثم بدأت فى شد الاريكة الصغيرة .. ورفعت مقدمتها على الدرجة ثم شددتها .... شددت السفرة التركية الخفيفة .. كنت اشعر ان الارجل تنوى على التفكك تماما بعد نقلتين اخرتين على الاقل.. ولكننى طردت الفكرة عندما تذكرت الضمان... حاولت مع الاريكة الكبيرة وتوقفت على الفور عندما ادركت ان فقرات ظهرى سوف تنقلب على بعضيها ... استرقيت السمع حتى ظهر ما يشبه خطوات اخى العائد من صلاة الجمعة.. فتحت الباب وابتسمت له ابتسامة صفراء... "ممكن تساعدنى فى حاجة " رفع الاريكة بسهولة وتركنى لتكملة صورة اليوم .. وقد فقد اثارته القديمة لرؤية الشكل الجديد ...


والآن انا اجلس فى راحة وأتأمل شكل الصالة الجديد .. راضية حتى تلك الدقيقة ولكننى اعلم اننى سأمل قريبا ... انا اريد ان ارحل.. اريد شيئا اخر.. لم ارضى ابدا .. دائما ينقص شيئا ما .. وانا اعرف انه اذا خيرت .. فسوف اتنقل طوال حياتى بحقيبة مهترئة على كتفى .. ... فى طول البلاد وعرضها .وابدو كرجل . حتى القى حتفى فى زاوية مظلمة وانا سعيدة اننى رأيت ما لم يره احد وحزينة انه فاتنى الكثير بعد.. هكذا الحال.. الرائع اننى لم اعد احس بخيبة امل طويلة .. ذلك اننى علمت ان لا شئ يتناسب مع توقعاتى .. والاروع ادراكى ان توقعاتى فى اصلها هى ضرب من الجنون الملتصق بالخيال ..حتى البسيطة جدا منها
لا اعرف اذا كنت لا ازال منتظرة .. ربما انا لا ازال ... منتظرة لبعض الامتلاء

الأحد، 17 مايو 2009

الآن حالا.. توقف قلبى لثانية عن النبض.. شعرت به ينقبض.. يتآكل.. ينكمش .. ثم يعدل عن قراراه ويتماثل لامتداده الطبيعى مرة اخرى ..
كانت لحظة اعرفها جيدا.. عاصفة رملية تثور داخلى تبدأ فى الدوران والطوف باعماقى ..تضفى لونا اصفر باهت يعمى النظر .. تنهش خلاياى .. اشعر ان جلدى يتآكل للداخل.....الم غير ملموس .. غير معروف ولكنه تائه ومنتشر ...ولذا مروع اكثر . اهمس لنفسى.. انا السبب .. اعذرينى .. اتحسس قلبى .. اربت عليه .. واعتذر.... احاول ان اصلى .. تلتصق جبهتى بالارض واعتذر مرة اخرى وانا اعلم اننى سأعتذر مجددا.. لاننى احب التعذيب ..فاشية الى اقصى درجة وعلى ما يبدو اجد لذة فى تحويل نفسى للضحية الاولى لساديتى ودفعها من على الهوة ..
لماذا استسلم لجنونى بك ... ولماذا تحتضننى كما لو كنت بالفعل تهتم...فتجعل الامر بذلك مستحيلا.. ولماذا لا نبرأ ابدا من داء العشق اللعين ... تتقطع اوصالنا ... ..يدمى قلبنا .. نصاب بارتكاريا الهوى .نتخبط فى الحوائط ونخمش فيها باظافرنا مثل محدثى الادمان ولكن بحثا عن جرعة حب .. تتقازم انسانيتنا من انتظار نظرة عطف... كلمة حب.. حضن يحتوى وحدتنا... ونصبح مجرد عبيد وجوارى للحضن الاروع

اللهم تقبل ضعفنا.. وتجاوز عن هفواتنا.. وارزقنا قلة الاحساس ومزيدا من البرود وحب لا نضطر الى تسوله ...

الأربعاء، 4 مارس 2009

اعود بعد ان ظننت ان الجفاف اصاب انهارى

فى عشق صوتك وصباح وجهك الرائع
فى لون عيناك، وضوئهما الشمسى كحضن دافئ فى ليلة شديدة البرودة
فى طيفك حولى..... يتخم يومى فجاءة بسحابات صغيرة مليئة بالتفاصيل الممتعة
ما بين هذا وذاك .. فيما اعتقد .. عشقتك
كيف يمكن ان يعود المرء انسانا ورجلا كاملا ويحتفظ فى الوقت نفسه بذلك الجانب الانثوى الرقيق الحساس
انا امرأة سريعة الحب، وسريعة الكراهية ...ما بين مراحل برودى واشتعالى توجد قارات ومحيطات اضل فيها الطريق فأظل ما بين وبين دون الوصول الى شاطئ ذو ملامح رملية واضحة
ولكن روعتك لا تتغير يوما بعد الآخر ولا تتسرب اليها الشكوك
اصغى الى صوتك الهادئ فى صباح عادى فيتحول صباحى الى ربيعى ملون فى مرحلة الإزهار
اشاهد شبح سيارتك بمر من امامى فيصبح الطريق الطويل اقصر واكثر امتاعا
ارى نقاؤك العذب ...واعرف اننى لا احتاج من العالم اكثر من ابتسامتك وصباحك
لا احتاج حتى الى ان تعشقنى فى المقابل
واستطيع على الرغم من انانيتى وحبى الاسدى للتملك ان اغلق عيناى
واتخيلك مع امرأة اخرى رائعة
وابتسم بكل سعادة لك وحزن منفطر على انتهاء صلاحية احلامى
واتمنى لك كل السعادة حتى لو على بعد مئات الاميال من قلبى

الأحد، 1 مارس 2009

1 مارس 2009

لم يعد احساسى بالنقص طاغيا كما كان دائما
اصبحت النظرات المهاجمة اقل حدة او ربما جلدى اكثر سمكا
ذلك انه كلما تصادمت بـأعين المحدقين ، وانا كالعادة اتصور انها تتهمنى بشئ او تديننى
او حتى المح الى فكرى التخيلى انها ترنو الى ساقاى الطويلتان باعجاب
او وجهى الفرعونى التقاسيم بوضوح ملفت
او تفاصيل اكثر حميمية حيث انه لا توجد مشكلة فالمصريون يعتبروا كل ما فى الاخرين مشاعا وارض لهم الحق الشرعى فى زيارتها وتفحصها وتحليلها والكشف عليها دون اذن
ثم افكر انها ايضا بالتأكيد وبحكم العادة سوف تنزلق تلقائيا الى اصابعى العارية، وبعضا من مصمصة الشفاه او الشفقة او الاندهاش
ولكننى منذ الثلاثون وانا لم اعد اشعر بشئ وهذه روعة النضج
ارد بتحدى واحملق بدورى بقسوة وجرأة اكبر
كأفضل ما يمكن ان يصدر منى
ذلك اننى ادركت اننى لم اعد غريبة على الاطلاق .. وانه يوجد الكثيرون من نفس فصيلتى ونوعى
وبلا سبب وبلا شرط وبلا قيد
وان كل المحدقين فى النهاية يشبهوننى بطريقة او بأخرى
وان ساقاى الطويلتان اثبتا اخيرا وبعد رحلة عذاب طويلة انهما بالفعل اطراف شرعية من جسدى

الثلاثاء، 24 فبراير 2009

فى الخفيف

منذ امس والحركة على قدم وساق لفرش امتار من النجيلة الطبيعية على امتداد المحور من ميدان جهينة الى المدينة نفسها... ولاننى قمت بفرش جنينتنا الخاصة بكل فخر بحولى 10 متر مربع من النجيلة كلفتنا 300 جنيه للنجيلة فقط دون حساب شبكة رش والعمال والخ الخ ...لذلك اشعر بالاستغراب الشديد من ام البلد دى.. فى امريكا والدول المتقدمة يمكن ان ترى جميع الارصفة على الجانبين تمتلئ بالورود الرائعة...بس ده برة..... هنا فى مصر مينفعش.. ليه؟ اولا تخيل مصروفات فرش طريق عريض يمتد الى عدة كليومترات بعرض حوالى 3 متر ونص.. ثم بعد ذلك تخيل مصروفات رى الطريق ده فى 6 اكتوبر يعنى بعيد بعيد بعيد عنا النيل اللى العشم فيه قاتلنا، واحنا معندناش لا ميه ولا نيلة.. طب متحطوا سراميك ولا بلاط ولا اى نيلة ما هو كدة كدة بعد كام شهر هتحفروا فى النجيلة علشان نسيتوا سلك الكهرباء او الفيشة ..يا رب انا كنت بطلت افكر ... وكنت بقيت كويسة ...

..............................................

لا اريد ان اكتب، ولكننى اشعر بعصف الكلمات الدائم فى رأسى يكاد يخترق جدرانها، ولا اريد اقرأ على الرغم من الارفف المكدسة التى امنى نفسى بسهرة شهية معها كل يوم، ولا اريد ان اخرج، ولا اريد ان اجلس فى مكان واحد.

.. لا ان اريد ان احب، وانتظر وافكر واطارد واخطط واحلم... ولكننى لا زلت انتظرك بفارغ الصبر... وقلبى لا يكف عن الترقب مهما أمرته فى اتجاه نصف سريرى الفارغ. ولا اريد ان اعمل ليس اليوم او الآن فقط ولكن ابدا.. بالرغم اننى امرأة يصيبها الفراغ بنوبات جنون صغيرة .. والمشكلة اننى لا اريد ان اعمل وفى الوقت نفسه لا اريد ان افعل اى شئ على الاطلاق .. اريد ان اصرخ واصرخ بالفعل كلما اتيحت لى الفرصة مع شبابيكى المغلقة .. ولكن لازال هناك الكثير من الصراخ يؤلب اعماقى على بعضها .. انتظر لحظة الثورة .. لحظة تنتابنى فيها احد نوبات الجنون المؤقت.. اصرخ واركل العالم بقدمى وافقد التحكم واحطم ما حولى وادفع اطرافى كل الاتجاهات حتى اهدأ .. اهدأ واعود الى سكون الحياة المنطقى

الآن انا فى تلك الازمة المروعة طوال الوقت، اريد ولا افعل ، اشعر ولا افعل، افكر ولا اريد، وافكر ولا اشعر.. ما هذه الدوامة الحزينة التى اضع نفسى فيها ... ومن تلك المجنونة داخلى .. لماذا لا اكون نفس الانسان .. اشعر فأفكر فأخطط فأفعل ؟... ما الصعب فى اربعة افعال تبدو منطقية للغاية وماذا ينقصنى لأتجاوز حرف الفاء اللعين.....

..........................................................

كنت فى حالة لف على فروع احدى محلات السجاد الشهيرة جدا فى مصر.. بصراحة فخر ... وحيد ...يتيم نتمنى دوام نعمته . المهم فى كل الفروع كان امرا رائعا جدا. المبيعات اكثر من رائعين . يقابلونك بابتسامة واسعة ويخضعون لطلبات الزبائن المصريين المرهقة.. ذلك ان المرأة المصرية فى حالة اضطهاد عقلية دائمة تشعرها بأن الجميع يحاولون خداعها وان اى شئ ..اى شئ لابد وان يكون سعرة مغالى فيه.. كما اننا لدينا مشكلة افظع اننا لا نعرف ما نريد.. انا مثلا، عندما ذهبت اول مرة كل ما كنت اعرفه اننى اريد سجادتين شبه بعض.. الراجل يا حرام طبعا مش مهندس ديكور وكل ما يعرفه هو السعر والمقاس..يقولى عاوزة مقاس ايه اقوله معرفش.. طب لإيه... اقوله انا لا احب التقيد فعاوزة حاجة تنفع سفرة او صالون... طب اى ستايل .. معرفش.فأنتهينا بلف على كل الادوار لمدة ساعتين دون الوصول لشئ.

المهم كل الفروع كانت اكثر من رائعة الى ان وصلت لفرع النحاس.. اول دور بائع على وجهه غضب وارف يسد النفس... تانى واحد نظر مباشرة الى تفاصيل جسدى ورأيت نظرة متحرش قديم وليس بائع ..تأخير فى كل شئ.. دفعت وانتظرت نصف ساعة لغاية ما الهانم تعرف مين خد القلم الاحمر بتعاها... وبعدين يلفوا السجادة وبعدين تعمل قال ايه تأكيد على السجادة .. بعد ما دفعت ؟. المهم كانت تجربة غلسة لاننى منذ زمن لم اقابل ناس تلمة وللأسف عندهم حاجة محتاجاها... احلى حاجة رحت اشتكى للمدير فى الفرع الرئيسى وانا حقيقى حاسة انى بعمل حاجة كويسة لانى عاوزاهم يبقوا افضل... تفتكروا قاللى ايه ؟؟؟؟؟قاللى "يا مدام ... الشكوى لغير الله مذلة" المصرى هيفضل مصرى

....................................................................


 


 

الأربعاء، 7 يناير 2009

اكتبنى

انا ورقة بيضاء ..بلا ضوضاء .. بلا احبار...بلا بدايات
بين يديك...سطورها ومسافاتها
فأرجوك ابحث عن اقلامك .. املأها بالحبر الاسود الثمين وتأكد ايضا من وجود بعض الحبر القانى كدم الشهداء .. غالبا ستحتاجه ليتناسب مع بعض مقاطعى الدموية
احترس من البدايات... اذا لم تكن رشيقة واضحة وبلا سيناريو الخداع .. غالبا ما ستنتهى ..مشوهة ينسال منها الحبر كجروح طازجة
اكتبنى ... ببطء ... فكر قليلا .. ثم اكمل ... تعال .. احتضنى بقوة ..لا تقاطعنى ..لا تسألنى..لا تسمعنى.... احضانك هى كل اللغات .. واكمل....
انظر الى .. لا تنظر الى وجهى ولا تفاصيلى... تأمل كل طبقات الارض من تحتى .. تخيل ما بين السطور .. تخيل ما بعد الصفحات ... لا تتوقف عن التخيل ابدا... معى لا نهاية ولا حدود ما يمكن ان تتوقع او تتخيل

ارجوك لا تنظر الى عيناى .. لانه حينها ستتوقف الكلمات وتتزلزل الارض... واستسلم وانهزم واتراجع واشتعل ... واصبح انا لست انا ..بل نسختى وانا فى الحب .. نسخة مقلدة ضعيفة لا تعمل الا على بطاريات القلب فقط.

هل توقفت عن الكتابة .. لا تتوقف .. املأ صفحاتى بالالوان .. فى كل سطر أخترق جسدى وقلبى بسيف قلمك .. اخترقنى ... شكل بصماتى من جديد.. ارسم خليات جلدى ..مسارات شرايينى... حول مجارى اوردة قلبى حيثما تريد... ...

احبنى