الخميس، 31 ديسمبر 2015

آخر ليالى 2015

الليلة ليلة رأس السنة 
أشغل نفسى منذ ساعات بمهام وهميه  فى العمل
ألون منذ ساعتين   
لا أريد بالظبط أن أذهب إلى المنزل.. وربما وجودى وحدى فى ذلك المبنى الكبير المجوف يجعل الكون ملهيا عن متابعتى وحيدة 
أنا أكره رأس السنة ..أكرهها لأنى أحبها فى الحقيقة جدا
هذا هو عامى التاسع والثلاثون الذى اقضى فيه رأس السنة وحيدة
 رأس السنة وما يطلقون عليه عيد الحب هم الأقسى من جميع المناسبات والأعياد الرسمية.. كل تلك العطلات التى تضطر فيها إلى مواجهة أهلك .. أو إدهاش المجتمع كله بوحدتك فى ذلك اليوم بالذات..
ذلك أن رأس السنة وعيد الحب  علامات صغيرة على طريق طويل.. تقول أن أحد ما هناك يمسك بك كي لا تقع... 

أن الطريق سيطرقه معك شريك 
أن البدايات الجديدة بكل ما تحمله من متعة لن تمر بها وحدك 
أنك ستجد من يستمع إلى ترهاتك وتضحك معه على شئ سخيف وتشاهدوا روعة الغروب وربما أدفن رأسى فى صدره فى لحظة ضعف بدلا من وسادتى الباردة.
وعندما تدق الساعة الثانية عشر.. سيستغل الجميع المناسبة ويلثمون بعضهم البعض
وسأقف أنا وحيدة، خاوية الوفاض.. أنظر إليهم فى جوع، وأقلب عيناى هنا وهناك وكأننى منشغلة بشئ ما، وأراقب الألعاب النارية تلون السماء وحدى  والجميع حولى فى ثنائيات الوعد بالغد. 
وستنتابنى اللوعة أننى ربما سأقضى كل ما تبقى لى من ليال رأس السنة وحدى 
إلى تلك الليلة الخاوية التى سأقضى فيها نحبى على كرسى الوثير متدثرة ببطانية خفيفة وتحيط بى مائة قطة .. وسيكتشفون موتى فقط عندما تبدأ قططى فى الصراخ من الجوع..أو تفوح رائحة جثتى من تحت عقب الباب.

الثلاثاء، 10 نوفمبر 2015


دعنا نتعارك كالرجال..تتعالى أصواتنا ..أخمش صدرك بأظافرى..تهزنى من أكتافى بشدة وتدفعنى لأقع على نفس أريكتنا الحمراء الوثيرة التى مارسنا عليها الحب بالأمس  ....وتترك البيت غاضبا محطما الأبواب خلفك..وأبكى..وأفتقدك وتعود ليلا لترقد جانبى..وأتصنع بضعة زفرات تختنق وأثنى كتفى ليلمسك عرضا"  حتى تفقد تركيزك ونمارس الحب  الممزوج بالغضب ونتصالح. أو ربما نعود ونتعارك ونخدش بعضنا البعضً من العمق للسطح حتى نتوصل لنهاية....

نتعارك كالرجال...تخبرنى أنى أصبحت قبيحة ومملة.....وربما أخبرك - إنتقاما أ- نك  كريه الأنفاس منذ تزوجتك وأن كل قبلة كانت تحيل أمعائى إمتعاضا إلى كرة أسفنجية تعانى زيادة التشبع حتى الغرق.. وفى الصباح التالى أو بعده  ربما أحاول أن أكون جميلة من جديد إذا غطت رغبتى فى الإستمرار ذلك الشرخ فى وجهى كأمرأة،  بعد رؤيتك تراجع انفاسك فى راحة يدك..
 فقط ارجوك لا تختفى....الإختفاءات المروعة لا تليقً بالبشر أمثالنا..
ولا تليق حتى بما دون البشر..هل رأيت من قبل نمرا يهجر أسرته تاركا رسالة نصية ملتوية بأنه سيختفى فى كهف مجهول عدة اسابيع بلا حدث..

كن رجلا وتعارك  ولا تختفى خلف نساء غير امرأتك فقط لأنك تستطيع تعاطى 
.الحلول المؤقتة دون فاتورة ظاهرة..

كن رجلا وأخبرنى أنك لم تعد تشعر أو تريد أو أنه لم يعد لديك مجالا للإستمرار
 دون سبب محدد.. لا تمثل الحب ولا تدعى ما لا تستطيع منحه..ودعنا أتوسل إليك نعبر الكلايشيهيات العميقة شديدة الرخص من البداية.. لا يوجد معنى ل"سأحبك إلى الأبد" ... الأبد أقصر مما تعتقد، قد لا يتعدى اللحظة التالية ... ولا يوجد معنى لـ" أنت أهم ما حدث فى حياتى" عندما تفضل اللعب مع أصدقائك كل ليلة على الوجود معى بلا أى فعل إطلاقا. ولا يوجد معنى لوعدك الرجولى المنتفخ  بهرمونات الذكورة المصطنعه عندما يتمحور العالم حول حاجياتك وتصبح الرجولة منتقاه بعناية للحظات تختارها انت .


إذا اردت أن تبقى فأبقى للأسباب الصحيحة وتذكرها فى كل لحظة... وإذا قررت أن ...ترحل .. فأرحل كما يجب... لا كما يرحل أنصاف لرجال ..أيا كان نوعهم 


الاثنين، 3 أغسطس 2015

وكان أبى -رحمه الله- رجلا صعيديا 
عندما كان الإنتماء إلى الجنوب الحار المترب القاسى يعنى شيئا..
كان يحب الجلوس على الأرض والتبسط فى قوة تفرض نفسها على مدعي الثقافة والإنتماء إلى ما لا يعرفونه ....
كانت المتاعب فى أيامه سهلة والصراعات لا تتمحور على ماهية الحياة...كان أكبرها هو إنتظارنا لصياحه الصباحى وشتيمته لأولاد الكلب الذين يتسللون ليلا ويأخذون الشبشب من مكانه المقدس تحت السرير فى حل سريع للاعتماد على الأب المنظم الموجود..كانت عادته أن يدخل إلى المنزل ويضع حقيبته السامسونيت المعقدة المنظر على المكتب...يفرغ جيوبه ونقوده ومفاتيحه داخلها ويتركها مفتوحة...كان ربما الوحيد الذى أستطعت أن أمارس ذلك الدلع الأنثوى  المعروف عندما ترغب الأنثى فى شئ ما..ولم أتعدى بعد الطفولة..
فأطلب فستانا جديدا...فيخبرنى نفس الرد دائما " الحقيبة مفتوحة ...خذى ما ترغبين"
وعادة أنسى أو تتضاءل أهمية أى إحتياج لأننى أعلم أنه موجود حين أحتاج..
وكان زملكاويا متعصبا فى حب..لم يكن التشجيع ولا الفرح كما الآن مؤلما وقاسيا ومعقدا...وقت المبارة تتحول الصالة إلى ساحة حرب..لم يكن ليجرؤ أيا منا على المرور من أمامه وإلا نال واحدة من نفحاته المتطايرة..وإذا إنتهت المبارة بفوز الزمالك..وكان هذا وقت يفوز فيه الزمالك من باب العادة وليس المعجزة أو الحدث الكونى كما الآن-كان يتناول التليفون الأسود العتيق ويتصل بأصدقائه أهلاويا أهلاويا ويمنح كلا منهم خمسة دقائق من الشماتة الضاحكة..ثم يتبع بذلك بجولة مماثلة على القهوة فى جلبابه الصعيدى الأبيض..
فقدان الأب أو الأم عادة يشبه فقدان ما يثبتك على الأرض...ثم أنه يترك ما يشبه البتر فى أعماقك..تضحك فى صراعك اليومى وتذهب وتأتى وتحب وتكره..
ولكن يظل ذلك البتر..ذلك العضو المفقود..ذلك الفقد المشوه لشئ ما فى نسجيك...
يظل معك..لا يرحل أبدا
رحمك الله أيها الرجل الصعيدى الحار..الساخر..قدمى منذ رحلت حائرة لا تجد لها موطئ ولا بيت..
ومن الثابت أن القلب هو منبت السعادة ورضا البال والتوافق مع كل المنغصات..الحياة كلها تصبح حلوة..عملك الممل..بيتك التعس...وحدتك المؤلمة...كلها تصبح تعاسات بلا أهمية فجأة..
ولأنه قد يكون خلاصك فهو أيضا منبت الحزن والتعاسة والدراما بدون مبررات...
سعداء هم من يستطيعون التنفس واستدراك النبض بعقولهم...تنقصهم تلك النشوة التى لايدركها إلا من أحب
ولكنهم ناجون....ناجون من التقلبات المدارية المؤلمة.. والإنتظار الأبدى اليائس لطقس ربيعى مزهر ليس مقدرا له الإستمرار بطبيعة الحال

السبت، 23 مايو 2015

سوف ابتاع لنفسى بعض البهجة اليوم
سوف اجلس فى سيارتى محاطة بعلب الطعام  السريع الفارغة..   تذكرنى بأنى بلا مأوى، بلا وجهة وبلا وطن  
وتذكرنى أيضا أننى حرة ..فى تلك اللحظات القصيرة جدا.. فى ملكيتى الخاصة الوحيدة  فى ترك مهملاتى كيفما شئت وحرة تماما فى التوقف فى منتصف أى ساعة وتناول ما أشاء لأننى أريد ذلك..ربما  شريطة ألا يعلم أحد
ثم أقود  مرة أخرى بلا هدى إلى  اقرب مطعم للوجبات السريعه
واشترى مجموعه من الساندويتشات المصنوعه من إطارات السيارات القديمة
والايس كريم المغطى بالشوكلاته الساخنة بطعم الفلفل الحريف المريح
سوف أستمتع  اكثر بالتأكيد لمجرد معرفتى بأنى أخرق النظام ..تلك هى الحريات الصغيرة التى استطعنا الإنتصار بمعركتها..
إذا أسميت ذلك إنتصارا ...طال عمرك
ثم انطلق الى المزين.. هو المزين بالفعل، لا أعلم من أين استحدثوا لقب الكوافير الماسخ 
إيمان صانعه البهجة...
ترفع مقعد المساج لتصبح قدمى معلقة.. وأحيانا تدعه يعمل.. وإذا أغلقت عينى وأسلمت عقلى للخيال.. سوف أشعر بيدين سمجتين تعتصران عضلات ظهرى فى خشونة لا بأس بها.
أغلق عيناى...تغسل منى شعرى..بحدة مضيئة.. روائح كثيرة تضئ روحى ... تبدأ قبضى فى الانفراج ..دائما هى معذبة مع روحى .. منقبضة فى وضع انتظار اللكمة الأولى ... التى لا تأتى ..ولكن الشعور بأننى لابد ان ألكم شخصا ما أو حدثا ما بات أبديا...
مرة واخرى وثانية حتى اشعر بفوران الدم فى رأسى...ثم يحين وقت البلسم
هل جربت تدليك الرأس ببلسم زيت اللوز بزبدة الشياه بالفانيليا!
إنها جنة الرأس..إيمان تعلم جيدا ماذا تفعل

تبدأ بجبهتى ..الضغط بأطراف أصابعها فى حركة دائرية بطيئة ..ثم تنتقل بأطراف أصابعها الى وجهى وجانب اذنى ثم تنسحب فجأه الى الضغط على جميع جوانب جمجمة رأسى...ثم تتحرك أصابعها السحرية الى كل بوصه فى رأسى المصابة أبديا..ثم رقبتى ثم اعلى ظهرى
كل ذلك ورائحة الفانيليا تلفنى وتحتضننى وتهدهدنى
ثم بعد فترة لا اذكرها تزيل أثار الفانيليا المضيئة من رأسى  ...تعيدنى الى ارض الواقع
تلف رأسى فى لطف.. أشعر أننى مدللة .... فتاة المصنع المدللة..
تقتنص بعضا من الوقت..تبتاع إمارتها الصغيرة فى لحظات مسروقة ...وتنصب نفسها مدللة .. قبل العودة إلى شحوم وزيوت وجحيم المصنع 
تخبرنى أننى جميلة .. وأن وجهى مشعا بحرارة شمس بحار وجبال.. تخبرنى أن الريح فى خصلاتى ...وأنى أبدو رائعة... أعرف أنها ربما ترى ذلك فعلا....ثم أرى انا أيضا ذلك...ويكون ذلك كافيا لإنهاء ساعة البهجة خاصتى برضاء تام..
أخطو نحو سيارتى وعلبى الفارغة.. أتناساها تماما....أخبرتهم أننى أريد أن تبدو خصلاتى الملونة كأجنحة الطيور الخارجة عن السيطرة..أتهادى حتى سيارتى... قد أصطنع مشوار صغيرا فقط لتتطاير أجنحتى...
ثم افكر أن تلك ساعة البهجة..أكاد أن انهيها قبل نفاذها الفعلى بالتفكير فى الدقيقة التى تليها... ثم أتذكر رجلا حكيما سألنى فى أول أيام إجازتى الرائعة بما أشعر...
فأخبرته أننى أشعر أننى فى الجنة ولكننى حزينة لأن كل ذلك سينتهى بعد أسبوعين 
فنظر إلى وكأننى مصابة عقليا حيث أنه غير معتاد على ثقافة "إننا نضحك، ترى أى مصيبة تنتظرنا"
وأجابنى بصوت خفيض .. عزيزتى إستمتعى باللحظة حتى منتهاها ...وكأنها آخر لحظاتك..وكأن حياتك تتوقف على ان تحى في داخلها مئات المرات حتى تنحفر فى قلبك حتى النهاية 
هذه بهجتى ............

الخميس، 7 مايو 2015

همم


 أتخيل دائما اننى سأمارس الحب على ايقاع اغنية ما... ربما هو إدمان السينما وتسلسل الجو السينمائى  المغدور به  مسبقا إلى كل تجاربى المستقبلى .. 
كل اغنية اسمعها تتحول داخل عقلى إلى سيناريو مميز مختلف.. إنه الحلم الجميل 

I put a spell in u
لفترة الإجتذاب وربما لن يوجد غيرها....قبلات قصيرة متتالية بلا نهاية على الرقبة وجانب الفم ونهايتها  قبلة واحدة طويلة حتى العمق
Lay me down
موجات من السرعه والافتراس والبطء والحنان والافتراس مرة اخرى
Crazy in love
نزع الملابس ببطء ثم قبلات فرنسية عنيفة ونزع عنيف لما تبقى وربما وصول للوهج
Opera music 
ليلة مكتملة من جميع الانفعالات ومختلف الذروات وحرارة تحرق
Animals
ممارسة حب غريبة مليئة بالألعاب الجديدة والاختراعات

ام كلثوم
الوقوع فى النوم العميق بين أحضانك ورغى قبل النوم
Flamenco music
ممارسة حب عميق بلمحة حزينة تتحول الى حرارة شديدة وإشتياق لا يرويه أى نوع من الإكتفاء او  القرب

الاثنين، 4 مايو 2015

وكثيرا من الأوقات الآن 
اغمض عيناى وأدعو نفسى فى تضرع مباشر دون رتوش 
أن أواجه حقيقة تحولى إلى بضاعة اتلفها الهوى والزمن والحلم المسروق 

أنه حان الوقت لأعترف أننى ربما  لم أعد أصلح لشئ 
لم أعد أصلح للحب ...لم أعد أعرف كيف يتصرف المرء جيدا عندما يكون واقعا فى الحب .. ولا ماهية الحب من العشق من الإفتتان من مجرد الحاجة.. الأمر بات معقدا جدا
لم أعد اصلح أيضا للعائلة.. أحتاج الآن للصمت أكثر من السعادة والعلاقة الأسرية الجميلة.. لم أعد اطيق الأصوات ولا الأحلام ولا المخططات ولا الكليشيهيات حتى تلك الفطرية 
لم أعد أصلح للعمل.. . فقط لم أعد اريد أن افعل شيئا
لم أعد اريد العودة إلى المنزل ولا ألذهاب الى العمل 
يبدو أننى أحتاج بشدة إلى إعادة إستقبال الحياة 
وربما

أصلح فقط لإنتظار ان ينفد الوقت فى سلام 

الجمعة، 1 مايو 2015

رماديات

عن الألوان الرمادية
عن مناطق ما بين الحدود..ضحية صراع الحدين دون هوية
عن أنصاف الحلول
عن شبه أمل ..عن فوضى عشقية لا تكتمل أبدا حتى صار نقصها العادة وإكتمالها إس
تثناء يثير الضيق إلا ان يذوى
عن قرارين لنفس اللحظة
عن يد تمتد دون ان تصل
عن روح معلقة بين هم الوصول وهجمات اللامبالاة
عن لحظة منقوصه
عن ضوء مشوه بإجتياح درجات لون واحد
عن إنتصاف معادلة الألم والبهجة
عن رغبة رحيل تتماثل مع عشق البقاء
عن أريدك ولا أحتملك
عن فوضى التيه فى دائرة شديدة الضيق ..حادة الاستدارة..مثالية ..بلا نتؤات
عن حد المبالاة من إرهاق الوصول للاشئ
عن اللاشئ..الفجوة..الفراغ....
عن الخواء