الثلاثاء، 7 أكتوبر 2014

هذه هى رحلتى العاشرة فى عدة سنوات قليلة
أدمنت السفر
يخرجنى من الصندوق الأسود المسمى مصر
مصر التى اعشقها تماما وتسبب لى اسفكسيا الخنق طوال الوقت..السفر تحول الى مسكن يقصر تأثيره ومداه مع الوقت..مسكن يرسلك فى غيبوبة الإحتمال..حتى يتزايد الاختناق مرة أخرى..وتحتاج المزيد لتستمر فى غيبوبتك..
هذه هى رحلتى الأخيره
لن اقوم بالترحال مرة اخرى
لم يعد يوجد ما يبهرنى او يفاجئنى
لم تعد الطرق الناعمه وآلاف الشرفات المختلفة  تحرك فى اى شئ..الفيض الواسع من وسماء الطل.. الطعام  الجيد..الهواء برائحه الهواء دون اضافات العادم وطشه الملوخيه.. الفاكهة والخضار بلا عطب فى كل مكان و بلا رحلات استكشافيه لاختيار البائع الملائم.كل ذلك لم يعد يؤثر فى خلف احساس اللحظة.
  كل تفصيله مكتملة بشكل ممل..كل شئ منظم ونظيف وكأنه كان بالأمس..الجميع لديهم نفس النظره..تزداد ألفة كلما ابتعدت عن القلب...
كل متعتى تنحسر احيانا فى إغلاق عيناى على التفاصيل..محاولة تخيلها فى شرفتى المستقبليه...او حياة أخرى لم تأتى بعد ووعد غير مؤكد بمحاولة خلق شئ جميل فى المائة متر خاصتى....ثم تنحرف مخيلتى إلى البيت المتهدم القريب...أكوام الحجارة على قمة الطريق....أطفالى مدمنى قتل الزهور....الطريق الدائرى..فأرفع كتفاى فى يأس وأتمتم سأحاول..فقط فى المائة متر خاصتى على الأقل..
كل مرة اخبر نفسى ..لن ارتحل مرة اخرى
احتاج شيئا مختلفا
اريد ان استعيد ما فقدته او اجد ما ابحث عنه
هذا الخواء القاتم يتحول مع الساعات الى كائن طفيلى يأكلنى من الداخل..لا يرضيه شئ.. لايشبعه شئ...
اريد ان اتذوق شيئا ما واندهش
اريد ان ارى منظرا ما يعيد ترتيب الدقات فى القلب
اريد ان تتسع عيناى او يخفق قلبى او تنتفض ايا من حواسى
كنت فى يوما ما ارى شيئا جميلا او يستحق التسجيل فى كل ما أرى..
فقدت شيئا ما فى الطريق..ولم اعثر عليه بعد
اعتقد انه روحى...ما الذى يعيد روحا مفقودة أو مسروقة!

ليست هناك تعليقات: