الجمعة، 22 مايو 2009

اليوم قمت للمرة ربما العاشرة فى خلال سنة واحدة بنقل الاثاث .. الامر صعب جدا حيث ان لدينا درجة فى منتصف الصالة لا اعرف اذا كانت قد وضعت للديكور ام انه نتوء طبيعى فى الارض رأوا ان ازالته سيستغرق مجهودا لا داعى له (نحن فى الطابق الارضى ).. وحيث ان كل ما لدينا حتى الأن كرسيان العرش واريكة ضخمة تلاتة واريكة ضخمة اثنان وسفرة 6 كراسى .. وكل شهرين تقريبا اشعر انه يوجد شيئا ما خطأ او ارغب فى السفر والتغيير وبالطبع نقل الفرش ابسط واسهل وان كان يتركنى اياما طويلة فى الام تنتاب جسدى كله بلا مكان محدد للألم..
والدتى ترى على الفور اعراض النقل فى عيناى .. تقول خير اللهم اجعله خير .. والله الفرش هيتفصفص من كتر النقل.. ابتسم فى سخرية حيث اننا ومنذ وعيت على الدنيا ونحن كل اسبوع نرى شقة جديدة من كثرة النقل فى شقتنا القديمة حتى اصبت بفوبيا الارتياب فى ذاكرتى ..

قمت بكنس السجاجيد.. ثم ازلتها .. ثم مسح الصالة .. (ام علاء لابد من حجزها شهر مقدم حيث ان الضغط عليها صعب) ثم بدأت فى شد الاريكة الصغيرة .. ورفعت مقدمتها على الدرجة ثم شددتها .... شددت السفرة التركية الخفيفة .. كنت اشعر ان الارجل تنوى على التفكك تماما بعد نقلتين اخرتين على الاقل.. ولكننى طردت الفكرة عندما تذكرت الضمان... حاولت مع الاريكة الكبيرة وتوقفت على الفور عندما ادركت ان فقرات ظهرى سوف تنقلب على بعضيها ... استرقيت السمع حتى ظهر ما يشبه خطوات اخى العائد من صلاة الجمعة.. فتحت الباب وابتسمت له ابتسامة صفراء... "ممكن تساعدنى فى حاجة " رفع الاريكة بسهولة وتركنى لتكملة صورة اليوم .. وقد فقد اثارته القديمة لرؤية الشكل الجديد ...


والآن انا اجلس فى راحة وأتأمل شكل الصالة الجديد .. راضية حتى تلك الدقيقة ولكننى اعلم اننى سأمل قريبا ... انا اريد ان ارحل.. اريد شيئا اخر.. لم ارضى ابدا .. دائما ينقص شيئا ما .. وانا اعرف انه اذا خيرت .. فسوف اتنقل طوال حياتى بحقيبة مهترئة على كتفى .. ... فى طول البلاد وعرضها .وابدو كرجل . حتى القى حتفى فى زاوية مظلمة وانا سعيدة اننى رأيت ما لم يره احد وحزينة انه فاتنى الكثير بعد.. هكذا الحال.. الرائع اننى لم اعد احس بخيبة امل طويلة .. ذلك اننى علمت ان لا شئ يتناسب مع توقعاتى .. والاروع ادراكى ان توقعاتى فى اصلها هى ضرب من الجنون الملتصق بالخيال ..حتى البسيطة جدا منها
لا اعرف اذا كنت لا ازال منتظرة .. ربما انا لا ازال ... منتظرة لبعض الامتلاء

الأحد، 17 مايو 2009

الآن حالا.. توقف قلبى لثانية عن النبض.. شعرت به ينقبض.. يتآكل.. ينكمش .. ثم يعدل عن قراراه ويتماثل لامتداده الطبيعى مرة اخرى ..
كانت لحظة اعرفها جيدا.. عاصفة رملية تثور داخلى تبدأ فى الدوران والطوف باعماقى ..تضفى لونا اصفر باهت يعمى النظر .. تنهش خلاياى .. اشعر ان جلدى يتآكل للداخل.....الم غير ملموس .. غير معروف ولكنه تائه ومنتشر ...ولذا مروع اكثر . اهمس لنفسى.. انا السبب .. اعذرينى .. اتحسس قلبى .. اربت عليه .. واعتذر.... احاول ان اصلى .. تلتصق جبهتى بالارض واعتذر مرة اخرى وانا اعلم اننى سأعتذر مجددا.. لاننى احب التعذيب ..فاشية الى اقصى درجة وعلى ما يبدو اجد لذة فى تحويل نفسى للضحية الاولى لساديتى ودفعها من على الهوة ..
لماذا استسلم لجنونى بك ... ولماذا تحتضننى كما لو كنت بالفعل تهتم...فتجعل الامر بذلك مستحيلا.. ولماذا لا نبرأ ابدا من داء العشق اللعين ... تتقطع اوصالنا ... ..يدمى قلبنا .. نصاب بارتكاريا الهوى .نتخبط فى الحوائط ونخمش فيها باظافرنا مثل محدثى الادمان ولكن بحثا عن جرعة حب .. تتقازم انسانيتنا من انتظار نظرة عطف... كلمة حب.. حضن يحتوى وحدتنا... ونصبح مجرد عبيد وجوارى للحضن الاروع

اللهم تقبل ضعفنا.. وتجاوز عن هفواتنا.. وارزقنا قلة الاحساس ومزيدا من البرود وحب لا نضطر الى تسوله ...