الليلة ليلة رأس السنة
أشغل نفسى منذ ساعات بمهام وهميه فى العمل
ألون منذ ساعتين
لا أريد بالظبط أن أذهب إلى المنزل.. وربما وجودى وحدى فى ذلك المبنى الكبير المجوف يجعل الكون ملهيا عن متابعتى وحيدة
أنا أكره رأس السنة ..أكرهها لأنى أحبها فى الحقيقة جدا
هذا هو عامى التاسع والثلاثون الذى اقضى فيه رأس السنة وحيدة
رأس السنة وما يطلقون عليه عيد الحب هم الأقسى من جميع المناسبات والأعياد الرسمية.. كل تلك العطلات التى تضطر فيها إلى مواجهة أهلك .. أو إدهاش المجتمع كله بوحدتك فى ذلك اليوم بالذات..
ذلك أن رأس السنة وعيد الحب علامات صغيرة على طريق طويل.. تقول أن أحد ما هناك يمسك بك كي لا تقع...
أن الطريق سيطرقه معك شريك
أن البدايات الجديدة بكل ما تحمله من متعة لن تمر بها وحدك
أنك ستجد من يستمع إلى ترهاتك وتضحك معه على شئ سخيف وتشاهدوا روعة الغروب وربما أدفن رأسى فى صدره فى لحظة ضعف بدلا من وسادتى الباردة.
وعندما تدق الساعة الثانية عشر.. سيستغل الجميع المناسبة ويلثمون بعضهم البعض
وسأقف أنا وحيدة، خاوية الوفاض.. أنظر إليهم فى جوع، وأقلب عيناى هنا وهناك وكأننى منشغلة بشئ ما، وأراقب الألعاب النارية تلون السماء وحدى والجميع حولى فى ثنائيات الوعد بالغد.
وستنتابنى اللوعة أننى ربما سأقضى كل ما تبقى لى من ليال رأس السنة وحدى
إلى تلك الليلة الخاوية التى سأقضى فيها نحبى على كرسى الوثير متدثرة ببطانية خفيفة وتحيط بى مائة قطة .. وسيكتشفون موتى فقط عندما تبدأ قططى فى الصراخ من الجوع..أو تفوح رائحة جثتى من تحت عقب الباب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق