
لا اعلم لماذا اشعر بكل السعادة الطاغية
كان يوما ككل الأيام........بل كان أسوأ... ربما لأنه قد كان؟!!
تذكرت ..... في الصباح
فجأة ..........
دوى صوت متلاحق مزعج يؤذن بوصول العقارب الى الصباح ...موعد الاستيقاظ
حاولت ان افتح عيناى دون جدوى...بعد مفاوضات قصيرة مع جسدي المنهك دائما .... المشدود بأوتاد ثقيلة الى وضع الرقود..نجحت في ان ادفعه بثقل الى خارج الغرفة.
كل يوم...لابد ان ابذل تلك المحاولات المضنية للاستيقاظ وتدور في ذهني نفس الأسئلة.
لماذا استيقظ........ما هو الشئ الهام بشدة الذي يجعلني استيقظ من عالم الهروب الممتع..الى الواقع المزعج
أمر مضجر..كل يوم..كل يوم...نفس السيناريو بلا تغير
أقف امام ملابسي المنثورة في كل مكان في ملل...لا أريد ان البس أيا منها..كلها أصبحت مملة ..ولكنني أريد ان أكون جميلة اليوم....في محاولة مستميتة لفرض التفاؤل على اليوم الرمادي
بعد تأفف ارتديت ..اى شئ
انطلقت الى مكتبي...
الجو منعش ... أغمضت عيني وأنا اندفع الى الصباح
كانت النسمات الباردة تضرب وجهي...بعد ليلة حارة..لا يوجد أمتع من تحية صباح من نسمات باردة
ضجيج ..ضجيج...لا اعلم لماذا كل هذا الضجيج في الصباح الباكر..الا يمكن ان يسود بعضا من الهدوء على الإنسانية
أغلقت نافذتي لكي احتفظ بالنسمات الباردة على وجهي
لدهشتي توقف الضجيج
لماذا بحق السماء يغيرون بلاط الأرصفة...ويغلقون نصف الشارع كل بضعة أسابيع..
نفخت في ضيق...
صباح الخير يا عم حسين...بواب العمارة...
لم يكن عم حسين ...كان عم موسى...لا يفرق الأمر كثير...
فسيهب واقفا أيا كان...ويفتح باب المصعد..ويضغط على الزر السادس
دائما اسرح في الدقائق القليلة حتى انتهاء رحلة المصعد ..أفكر ماذا لو توقف المصعد بى..نعم ومررت بتجربة مثيرة..ولم استطع الخروج إلا الساعة الخامسة..موعد رحيلي من مكتبي المقبض..ربما لذلك كنت دائما احضر كتابا معي تحسبا وأملا في ذلك....ابتسمت في سخرية .. فالمصعد لا يتعطل ابدا
جلست....نفس شاي الصباح دون ان اطلبه...ودون ان اشعر اننى أريد ان اطلب شيئا أخر....
تجولت في مكتبي الفسيح..............الفارغ
لا يوجد لدى ما افعله...شربت كل المشروبات المتوافرة في المكتب....لا أريد ان اقرأ..لا أريد ان افعل شيئا....لا يوجد لدى طاقة حتى لكسر الفراغ والجمود...
نظرت الى الشرفة الكبيرة ورائي....تمنيت ان اقفز....
ان اشعر بالنسمات الباردة مرة أخرى..بدلا من ضجيج التكييف الممل... تمنيت ان أحس بلذعة الحياة..... لا يوجد سوى طعم واحد روتيني لا يتغير لكل يوم....
سحبت ورقة بيضاء....خططت بضعة سطور لطلب اجازة ..اعلم انه مرفوض مسبقا...واضفت ملحوظة بخط اصغر...."وإذا لم يكن ذلك ممكنا فتفضلوا بقبول استقالتي"
كتبت هذه الجملة عشرات المرات ....وكانت الورقة البيضاء تطير من شرفتي كل يوم .....كل يوم وتصطدم بالأرض في خفة وتتطاير حتى تختفي..
جلست في سكون.....في سكون...ساعات وأنا أفكر في لا شئ....
في الثانية نهضت...وضعت ورقة بيضاء عليها بضعة اسطر في مظروف مغلق. وتركتها على مكتبي في إهمال......... ورحلت
كان المصعد على غير العادة يبدو رائعا
كان الجو مشمسا حارا حارقا... ولكنه ممتع..لم أشاهد أبدا الشارع في هذا الوقت.......
تجولت وتجولت ....تصببت عرقا...وكانت في الظلال تأتيني النسمات الباردة منعشة كما لو لم تكن أبدا ... نظرت الى شرفتي العالية من بعيد.. لم أكن اعلم أنها مرتفعة الى هذا الحد.... أدرت ظهري... واندفعت وسط الزحام والشمس .... كانت حركة الحياة أفضل مما حلمت... وعندما تصبح واحدة من نغمات نبضها...يصبح الأمر أكثر سهولة مما تتصور
وعندما تعرف ان داخلك يرفض الاذعان....وحتى لو أذعنت رغما عنك.... تصبح الحياة كل يوم ... بداية أخرى ...
موعد جديدا مع نسمات باردة وضجيج محتمل والوان غير الرمادية
....................لم ارجع أبدا.........................
كان يوما ككل الأيام........بل كان أسوأ... ربما لأنه قد كان؟!!
تذكرت ..... في الصباح
فجأة ..........
دوى صوت متلاحق مزعج يؤذن بوصول العقارب الى الصباح ...موعد الاستيقاظ
حاولت ان افتح عيناى دون جدوى...بعد مفاوضات قصيرة مع جسدي المنهك دائما .... المشدود بأوتاد ثقيلة الى وضع الرقود..نجحت في ان ادفعه بثقل الى خارج الغرفة.
كل يوم...لابد ان ابذل تلك المحاولات المضنية للاستيقاظ وتدور في ذهني نفس الأسئلة.
لماذا استيقظ........ما هو الشئ الهام بشدة الذي يجعلني استيقظ من عالم الهروب الممتع..الى الواقع المزعج
أمر مضجر..كل يوم..كل يوم...نفس السيناريو بلا تغير
أقف امام ملابسي المنثورة في كل مكان في ملل...لا أريد ان البس أيا منها..كلها أصبحت مملة ..ولكنني أريد ان أكون جميلة اليوم....في محاولة مستميتة لفرض التفاؤل على اليوم الرمادي
بعد تأفف ارتديت ..اى شئ
انطلقت الى مكتبي...
الجو منعش ... أغمضت عيني وأنا اندفع الى الصباح
كانت النسمات الباردة تضرب وجهي...بعد ليلة حارة..لا يوجد أمتع من تحية صباح من نسمات باردة
ضجيج ..ضجيج...لا اعلم لماذا كل هذا الضجيج في الصباح الباكر..الا يمكن ان يسود بعضا من الهدوء على الإنسانية
أغلقت نافذتي لكي احتفظ بالنسمات الباردة على وجهي
لدهشتي توقف الضجيج
لماذا بحق السماء يغيرون بلاط الأرصفة...ويغلقون نصف الشارع كل بضعة أسابيع..
نفخت في ضيق...
صباح الخير يا عم حسين...بواب العمارة...
لم يكن عم حسين ...كان عم موسى...لا يفرق الأمر كثير...
فسيهب واقفا أيا كان...ويفتح باب المصعد..ويضغط على الزر السادس
دائما اسرح في الدقائق القليلة حتى انتهاء رحلة المصعد ..أفكر ماذا لو توقف المصعد بى..نعم ومررت بتجربة مثيرة..ولم استطع الخروج إلا الساعة الخامسة..موعد رحيلي من مكتبي المقبض..ربما لذلك كنت دائما احضر كتابا معي تحسبا وأملا في ذلك....ابتسمت في سخرية .. فالمصعد لا يتعطل ابدا
جلست....نفس شاي الصباح دون ان اطلبه...ودون ان اشعر اننى أريد ان اطلب شيئا أخر....
تجولت في مكتبي الفسيح..............الفارغ
لا يوجد لدى ما افعله...شربت كل المشروبات المتوافرة في المكتب....لا أريد ان اقرأ..لا أريد ان افعل شيئا....لا يوجد لدى طاقة حتى لكسر الفراغ والجمود...
نظرت الى الشرفة الكبيرة ورائي....تمنيت ان اقفز....
ان اشعر بالنسمات الباردة مرة أخرى..بدلا من ضجيج التكييف الممل... تمنيت ان أحس بلذعة الحياة..... لا يوجد سوى طعم واحد روتيني لا يتغير لكل يوم....
سحبت ورقة بيضاء....خططت بضعة سطور لطلب اجازة ..اعلم انه مرفوض مسبقا...واضفت ملحوظة بخط اصغر...."وإذا لم يكن ذلك ممكنا فتفضلوا بقبول استقالتي"
كتبت هذه الجملة عشرات المرات ....وكانت الورقة البيضاء تطير من شرفتي كل يوم .....كل يوم وتصطدم بالأرض في خفة وتتطاير حتى تختفي..
جلست في سكون.....في سكون...ساعات وأنا أفكر في لا شئ....
في الثانية نهضت...وضعت ورقة بيضاء عليها بضعة اسطر في مظروف مغلق. وتركتها على مكتبي في إهمال......... ورحلت
كان المصعد على غير العادة يبدو رائعا
كان الجو مشمسا حارا حارقا... ولكنه ممتع..لم أشاهد أبدا الشارع في هذا الوقت.......
تجولت وتجولت ....تصببت عرقا...وكانت في الظلال تأتيني النسمات الباردة منعشة كما لو لم تكن أبدا ... نظرت الى شرفتي العالية من بعيد.. لم أكن اعلم أنها مرتفعة الى هذا الحد.... أدرت ظهري... واندفعت وسط الزحام والشمس .... كانت حركة الحياة أفضل مما حلمت... وعندما تصبح واحدة من نغمات نبضها...يصبح الأمر أكثر سهولة مما تتصور
وعندما تعرف ان داخلك يرفض الاذعان....وحتى لو أذعنت رغما عنك.... تصبح الحياة كل يوم ... بداية أخرى ...
موعد جديدا مع نسمات باردة وضجيج محتمل والوان غير الرمادية
....................لم ارجع أبدا.........................