الاثنين، 11 أبريل 2011

فى مقابل ايه !!


هذا المشهد الرائع من فيلم احكى يا شهر زاد..يطاردنى فى كل وقت ولا زالت كل جملة منه تتردد داخل عقلى..احيانا صدى صوت سوسن بدر يدفعنى الى الجنون


سوسن بدر..تمثل دور سيدة لم تتزوج ابدا فى العقد الرابع من عمرها ..انتهى بها الامر الى مصحة نفسية ..لا اذكر بالضبط هل لانها فقط لانها لم تتزوج او لان ما رأته بحثا عن الحب والزواج دفعها الى حافة الاضطراب النفسى...ماذا..هل الامر يطلق جرسا ما فى عقلك؟ وماذا ..هل وضعت فارقا بين الحب والزواج ؟



حسين الامام ..يمثل دور عريس لقطة.جاهز ..مركز ووظيفة...مكوناته الجسمية وملامح شخصيته تتفقان تماما مع الشخصية المطلوبة بشكل لا يصدق .. ..يجلس الى مائدة عشاء فى مطعم فاخر


سوسن بدر...مندهشة..معجبة بالجو المتكلف الغالى ...فى احلى ما يمكن ..تجلس منتظرة ..متوجسة ..متفائلة ..متأملة فى ملامحه ..تتساءل ..هل يمكن ان يكون هو اخيرا ...هل يمكن ان اقضى معه الليالى والايام..وتحاول ان تركب الصور امامها على اكثر من مشهد ..كمار ربما نفعل جميعا



- العريس المرموق يخبرها بمدى تفاؤله ..يصمت قليلا ثم يبادرها ...لابد ان نتفق على عدة قواعد قبل كل شئ..وانا اثق اننا سنتفق


- سوسن فى اواخر ثلاثينياتها ..متقبلة فكرة القواعد....لابد ان تتقبل..لابد ان تتنازل ..تبدأ فى التساؤل ..هل دعوتها الى المكان جزء من خطة ...اللعنة اكل شئ يجب ان يكون ضمن خطة للوصول الى هدفا ما


- تومئ برأسها: ان شاء الله خير


- انا عندى شقة 180 متر


تنفرج اسارير سوسن


- مدفوع ثمنها بالكامل


تنفرج اساريرها اكثر


- وسوف تقومين انت بفرشها بالكامل


ترجع الاسارير كما كانت وعلى وجهها انزعاج وصدمة


- ولكن هذا كثير يا استاذ حسين...ثم بعد لحظة صغيرة تفكير...غالبا تزن المزايا امام العيوب فى مرحلة مبكرة ..وامام وجهه الذى اصبح بلا تعبير.....تطلق زفرة وتقول :ماشى


- عربيتك..


- مالها


- سوف تقومين ببيعها وانا سأبيع عربيتى ونشترى عربية اخرى اقوم انا بقيادتها ....وسوف اقوم انا بتوصيلك الى اى مكان....


- ولكن يا استاذ حسين ماذا اذا لم تكن موجودا


- سوف تذهبين للمنزل مع احد زملائك او فى وسائل المواصلات او لا تذهبى الى العمل على الاطلاق


انزعاج اكثر


- حاضر


- الوالدة


- على عينى وعلى راسى


- هتيجى تعد معانا


- شغل البيت والاكل انتى اللى هتعمليه من غير شغالة


- طيب ازاى هاعمل كل ده.


- هاساعدك..انا لا احب ان يدخل احد بيتى


- هتتحجبى


- ليه بأه


- لا اريد ان تظهر امرأتى بجمالها الا لى


- حاضر


- مرتبك كله سوف تسلميه لى وانا اعطيك مصروفك وانا ساقوم بشراء جميع مستلزمات البيت ...اما ما تقومين بشراءه، فيسجل فى دفتر خاص لمراجعتى فيما بعد


- ومصروفاتى انا والكوافير والذى منه


- لن تحتاجينها ..سوف اقوم انا بالشراء وقولنا هتتحجبى


سوسن تستمع بهدوء يتنامى مع اللحظة ...الى ان انتهى حسين من سرد جميع "قواعده"..


- ايه رأيك


- ثانية واحدة


تقوم سوسن من على مقعدها ، تستعير سيجارة من ترابيزة مجاورة وتشعلها


- ايه ده...يا نهار اسود انتى بتشرىى بسجائر


- لما هنتفق هبقى ابطل


استاذ حسين: انت عاوزنى افرش شقتك...وانظف البيت واغسل واطبخ واخدم الست الوالدة وابيع عربيتى ..واتحجب..واديلك فلوسى....صح


- صح


- انا مستعدة اعمل ده كله وأكثر لو جاوبتنى عن سؤال واحد بس...لو انا عملت ده كله ..انت....هتعملى ايه فى المقابل


- يعنى ايه هعملك ايه


- هتعملى ايهييييييه


- هتجوزك


- يعنى ايه هتتجوزنى ....يعنى ايه


- فى صراخ وقد خرج عن بروده وطبقته العالية المصطنعة و اتسعت مقلتى عيناه....يعنى هتجوزككككككككككككك..


- هتتجوزنى...يعنى ايه ...هتعاشرنى.....اذا كان الموضوع معاشرة وخلاص...يبقى من حقى اختار الراجل اللى يعجبنى...يا راجل يا xxxxx




ما يدق فى اذنى وقلبى


"فى مقابل ايه وعلشان ايه" لكل شئ فى الحياة ...هذا المقابل المتغير والذى فى رأينا قد يمثل الأروع وعند آخرين الارخص... كيف نثمن ممتلكاتنا..خاصة تلك التى لا تمتلك ..والتى لا تباع والتى نسعد غالبا بمنحها بمقابل سلبى

هناك 3 تعليقات:

ME يقول...

كالعادة ..

اختيارك رائع .. دائما ما يسترعي انتباهك هو الفكرة الأساسية اللتي قام عليها الحدث .. بتفصيلها الدرامي ومضمون الفكرة ثم تكوين الحدث عليها ..

المشهد برضة عجبني جداً ..

الأمل في البداية .. ثم احتمال قبول بعض التنازلات والتغاضي عن بعض المنغصات في سبيل الوصول الى هدف سامي .. ثم الصدمة والبرود المقابل .. وتبدأ هنا بالعودة الى الذات عن طريق تعرية الفكرة المضادة والدفاع عن أصالة الفكرة الحقيقية والتمسك بها .

حسن ارابيسك يقول...

الحقيقة لقد أتيتي على أجمل مشهد يعجبني في هذا الفيلم
تحياتي

Tigress يقول...

من اروع المشاهد.. لا يوجد يوم لا قول فيه ...فى مقابل ايه

ولا زلت ادفع الكثير